التأتأة طريق للعزلة – بقلم اخصائية علاج السمع و النطق مرام الطل. الخليل، فلسطين
التأتأة صراع قاسي للتعبير عن الذات. فيقف التلعثم عائقا أمام سلاسة الحديث وطلاقته, وقد يتحول الحديث لوهلة صمت مليئة بالخيبة, حينما يصبح من الصعب ترجمة الحوار إلى نطق سليم.
وبالرغم من دراية الشخص الذي يعاني من التأتأة ما يريد أن يقول إلا أن التأتأة تغزو طلاقته بالحديث وتعيق تدفق الكلام لديه. وتشمل التأتأة على علامات وأعراض أساسية:
• تكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات (اااانا).
• مد أو إطالة الأصوات داخل الكلمة (سسسسساعدني(.
• التوقف ‘أي توقف الصوت أو الهواء أثناء إصدار الكلمة حيث تتخذ أعضاء النطق شكل الصوت دون النطق به لمدة زمنية تتراوح من ثواني معدودة إلى دقائق. مثل ك في كاسه.
وهنالك أيضا علامات مصاحبة لأعراض التأتأة الأساسية منها:
• رعشة الشفتين أو الفك.
• حركات لا إرادية في الوجه أو الجسد.
• طرف الجفنين سريعا.
• فرط التوتر والخوف من الكلام
كل هذه الأعراض كفيلة لجعل الأشخاص اللذين يعانون من التأتأة يتخذون قرار الانعزال الاجتماعي ووضع حاجز بينهم وبين الانخراط في الأنشطة الحياتية المختلفة كما تؤدي التأتأة إلى انخفاض الثقة بالنفس وزيادة احتمالية تعرضهم للتنمر.
قد يبدو من السهل تشخيص التأتأة. فيمكن للمستمعين عادة أن يكتشفوا فيما إذا كان الفرد يعاني منها. لكن تأثير التأتأة يمتد لأبعد من الخصائص التي يلاحظها المستمعون, لذلك فإن تشخيص التأتأة يتطلب مهارات أخصائي النطق واللغة. حيث يتضمن تقييم الاختصاصي على سلسلة من الاختبارات والملاحظات والمقابلات المصممة لتحديد إذا كان الفرد يعاني من التأتأة أم لا. وتحديد نسبة المشكلة وأنماطها المختلفة كما يحدد مدى تأثيرها على المشاركة في النشاطات اليومية.
كما يلعب التشخيص دور مهم في تحديد الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة :
• أسباب وراثية :يميل التلعثم إلى الانتشار بين أفراد العائلة الواحدة.
• أسباب نفسية :كالتعرض للخوف أو صدمة نفسيه.
تبدأ التأتأة في أذان الآباء قبل أفواه الأبناء, لذلك يحرص الاختصاصي على إشراك الأهل في الخطة العلاجية. وخاصة عند الأطفال الذين تقل اعمارهم عن 4سنوات حيث يتم اعتماد العلاج الغير مباشر بواسطة الأهل.
ان التدخل الغير مباشر مع الطفل في مرحلة عدم الطلاقة الطبيعية (اي في سنوات الطفل الأولى) يؤدي إلى اختفاء الأعراض عند 80%من الأطفال اللذين يعانون من عدم الطلاقة الطبيعية. لكن في حالة استمرار التأتأة بعد هذه الفترة يحتاج الطفل والبالغين إلى جلسات مباشرة من خلال أخصائي النطق واللغة وتعتمد هذه الجلسات على:
• تحسين الحالة النفسية للأشخاص اللذين يعانون من التأتأة وذلك للتخفيف من التوتر والقلق والخوف والتركيز على زيادة الثقة بالنفس .
• التدريب على كيفية التنفس الصحيحة, والتحكم بالتنفس أثناء الحديث.
• التحدث بطلاقة :يتضمن على تدريبات لتعويد الفرد على التحدث ببطء واستخدام عبارات قصيره ثم تسريع وتيرة الحديث مع الوقت.
• السيطرة على المواقف التي تزيد من الارتباك والتلعثم.
ان التدخل المبكر هو الرهان الأفضل للحصول على نتائج أفضل في العلاج.