القصة الكاملة حسب ما افادته ميس للمحامية حنان الخطيب؛ محامية هيئة شؤون الاسرى والمحررين
الاسيرة ميس ابو غوش ابنة 22 عام من مخيم قلنديا وطالبة صحافة واعلام بجامعة بير زيت تعرضت لتحقيق عسكري قاسي وتعذيب جسدي ونفسي ، بافادتها لي شرحت ومثلت وضعيات الشبح الذي تعرضت له من شبح الموزة، القرفصاء، شبح الحائط وقصعة الطاولة وعندما اعترضت انهالت عليها المحققة بالضرب عدا عن الفأر الكبير الذي كان يقفز عليها بالزنزانة وانا مصدومة من قدرة تحملها وشجاعتها فمنذ عشرات السنين لم يستعمل التحقيق العسكري بحق اسيرات فلسطينيات .. فصمدت متسلحها بثباتها قائلة: كل مر سيمر
افادة الاسيرة ميس أبو غوش كما اخبرتني بها كاملة:
” بتاريخ 29-8-2019 كنت ادرس للامتحان وحوالي الساعة الخامسة فجراً داهمت قوات الجيش الإسرائيلية المنزل حيث خلعت باب المنزل ودخلت , كان معهم قائد المنطقة يدعى كابتن حسام وجنود ومعهم 3 مجندات وكلب ضخم, اهلي استيقظوا وهم ايقظوا اخوتي الصغار, اخوتي خافوا حيث ان اصغرهم عمره حوالي 4 سنوات وارتعبوا جداً من وجود الجيش بالبيت. طلبوا هويتي والمجندات اخذوني لغرفتي وفتشوني.
تم حشرنا انا واهلي بغرفة , وبعدها اخذوني انا وابي بغرفة , تم تفتيش المنزل وقلبوه رأساً على عقب , اخذوا هاتفي وحاسوبي وتم اعتقالي.
بباب البيت تم تقييد يداي بقيود من بلاستيك للخلف شديدة الاحكام لدرجة انني شعرت بوجع شديد, طلبت منهم تبديل القيود للأمام فرفضوا, سرنا الى الجيب العسكري وكانت المجندة تدفعني دفعاً للسير , تم تعصيب عيناي ونقلوني الى معسكر جيش بقلنديا, هناك فتشتني المجندة تفتيش عاري, صوروني وسألوني اسئلة عن صحتي , بدلوا القيود باليدين الى الامام , كانت معاملتهم سيئة حيث ان المجندات شتموني وكانوا يجروني من القيود وانا معصبة ويدفعوني حتى كدت ان اقع عندما وصلنا مكان به درج. احدى الجنديات نعتتني ” انت مخربة” وكانت تشتمني وتصرخ علي بصوت عالي, لاحقاً تم نقلي الى المسكوبية بالقدس.
بالمسكوبية تم تفتيشي تفتيش عاري, المجندة اخذت حمالة الصدر مني واعطتني بدلها واحدة مقصوصة شيالاتها وبعدها ادخلوني الى زنزانة ومن ثم ابتدأ التحقيق.
مكثت بالمسكوبية مدة حوالي 30 يوم على ذمة التحقيق , خلالها نقلوني حوالي 5 أيام لعصافير عسقلان.
جولات التحقيق كانت طويلة جداً ومرة كان متواصل ليل نهار ولم ينزلوني للزنزانة. خلال التحقيق كنت مشبوحة على الكرسي مقيدة الايدي للخلف والكرسي ثابت بالأرض. غرفة التحقيق كانت عبارة عن ثلاجة من شدة البرد.
بعد حوالي 6 أيام اخبروني بانهم سيبدأوا بالتحقيق العسكري معي , التحقيق العسكري استمر حوالي 3 أيام , وكان أسوأ مما تصورت فقد عانيت الأمرين من تعذيب جسدي ونفسي لانهم استعملوا معي عدة أساليب تعذيب وشبح حيث انه تم شبحي ” شبح الموزة” اجلسوني على كرسي بحيث ان ظهر الكرسي على جنب وظهري بالهواء للخلف ويداي ممدوات للامام , “شبح على الحائط” حيث انهم اوقفوني بجانب حائط ظهري مستقيم للاعلى وثني الركب , “القرفضاء” حيث كانوا يأمروني بالقرفصة , “شبح الطاولة” أي الجلوس وخلفي طاولة ويداي خلف رأسي والمحققة مقابل الطاولة تسحب يداي لاخر حد ممكن ارجاع به رأسي ويداي مما سبب لي الاماً واوجاعاً لا تحتمل, خلال الشبح كانت المحققة تضربني وتصفعني على وجهي ومنعوني من النوم .
المحققة كانت تدعى “نورا” وهناك محققة اسمها “دالية” وأخرى اسمها “رومي”.
في احدى المرات رفضت التحقيق العسكري وهربت وجلست بزاوية لكي اخلص من التحقيق العسكري القاسي فهجمت علي المحققة “نورا” وامسكتني من اعلى يداي وبدأت تخبط بي بالحائط وصرخت علي وشتمتني باقذر المسبات, قامت بركلي بركبتها على رجلي , وكانت علامات التنكيل والتعذيب ظاهرة على جسدي.
اذكر انه بإحدى المرات عند شبح القرفصاء دخت ووقعت على الأرض فقامت المحققة “نورا” وسحبتني من يداي وصارت تشد على يداي .
اخر يوم بالتحقيق العسكري احضروا اخي سليمان عمره 16 سنة كوسيلة ضغط علي وهو حالياً معتقل اداري .
بأحدى جولات التحقيق احضروا ابي وامي لكي يضغطوا علي وكنت تعبانة جداً من ظروف التحقيق.
بالتحقيق العسكري حققوا معي محققات وهددوني انه اذا لم اعترف سوف يحضرون محققين رجال للتحقيق العسكري معي.
كلما تم نقلي من والى غرفة التحقيق كانوا يعصبون عيناي ويقيدوا يداي.
عند التحقيق العسكري وضعوني بزنزانة معزولة ولكنها قريبة من غرف التحقيق وكنت اسمع بالجوار صوت صراخ المعتقلين الذين بالجوار وتعذيب المحققين لهم وتهديدهم وضربهم. غرفة التحقيق كانت باردة جداً مثل الفريزا حيث كدت اتجمد من شدة البرد.
خلال كل فترة التحقيق حقق معي حوالي 20 محقق منهم 3 محققات المذكورات أعلاه. هذا الكم من المحققين سبب لي ضغوطات نفسية كبيرة حيث هددوني بمنعي من استكمال دراستي والاعتقال الإداري والعديد من التهديدات.
كما ذكرت تم نقلي لعصافير عسقلان لمدة حوالي 5 أيام حيث اوهموني بانتهاء التحقيق وإذ بهم ينقلوني عند العصافير هناك.
ظروف الزنازين سيئة جداً , نقلوني عدة زنانزين , الزنازين تشبه بعضها تقريباً والاختلاف هو بموقع الزنزانة, الحيطان خشنة بها نتوءات لونها غامق سكني, الضوء مشعل 24 ساعة , الاكل سيء ولا يؤكل . فرشة رقيقة وبطانيات بدون وسادة, طوال الوقت كنت بزنازين انفرادية .
بإحدى الزنازين كان فأر كبير يقفز علي وكانهم تعمدوا إدخاله لانني لم اره من قبل بالزنزانة, المجاري تفيض على الفرشة والحرامات , كانت علي الدورة الشهرية وكانوا يعطوني فوطة فقط عندما اطلب الذهاب للمرحاض ورفضوا اعطائي أكياس لوضع الفوط المستعملة وبعد التحقيق العسكري اعطوني باكيت. كانت المحققة لا تتجاوب بسرعة عندما اطلب قضاء حاجتي وتماطل بالاستجابة لطلبي. مكان الاستحمام خارجي وكانت أيام محددة للاستحمام , وتبديل الملابس الداخلية فقط بايام الاستحمام المسموحة لذلك. المحققة كانت تستغل ذلك وتستهزئ حيث باخر يوم تحقيق قالت للسجانات “خذوها تستحم رائحتها كريهة”..
كنت ممنوعة من لقاء محامي حوالي 27 يوم وبعد رفع المنع زارني المحامي ومندوبة الصليب الأحمر .
بعد 30 يوم تحقيق قاس تم نقلي لسجن الدامون . خلال وجودي بالدامون نقلوني مرة أخرى للتحقيق بالمسكوبية لمدة 3 أيام .
لغاية اليوم محرومة من زيارة الاهل .
جلسات المحاكم تعقد بعوفر ومحكمتي القادمة بتاريخ 7-1-2020
تم توجيه لي تهمة نشاط طلابي, واتسائل هل تهمتي تستاهل كل هذا التحقيق البشع والقاسي؟