تقرير ماهر محمود
ممثلون عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية انضموا اليوم للأطفال الفلسطينيين للبدء في حملة توعوية تستمر لمدة ثلاثين يوماً على طول مسار إبراهيم الخليل. إذ تم تقسيم المسار إلى ثلاثين مقطعاً، حيث سيقوم الأطفال من المدارس المحلية ومنظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات المعنية بحقوق الأطفال بقطع مقطع مختلف كل يوم والتعرف على حق من حقوق الطفل.
وفي هذا السياق قال منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة جيمي ماكغولدريك: إن الأطفال هم من أكثر الفئات المهمشة في المجتمع الفلسطيني، ويواجهون بشكل عام عقبات كثيرة للوصول إلى حقوقهم. وأضاف أن المسار اليوم، وخلال الثلاثين اليوم القادمة يهدف إلى تسليط الضوء وزيادة الوعي حول هذه الحقوق الأساسية.
وأضاف: “نحتفل هذه السنة بمرور ثلاثين عاما على اتفاقية حقوق الطفل. قبل ثلاثين عاماً، قطع قادة العالم تعهداً تاريخياً للأطفال بتبنّي اتفاقية حقوق الطفل التي صدرت عن الأمم المتّحدة في 20 تشرين الثاني 1989 وصادقت عليها دولة فلسطين في العام 2017، وهي تُعتبر من أكثر معاهدات حقوق الإنسان التي تم المصادقة عليها في التاريخ، والتي ساعدت على إحداث تغييرات جذرية في حياة الأطفال حول العالم”.
من جهته قال غيرهارد كراوز، رئيس الاتحاد الاوروبي للتعاون: أننا نقف اليوم متحدين لحماية وتعزيز حقوق الأطفال في كل مكان.
وتابع: أن هذه الحقوق عالمية ولا يمكن تجزئتها أو الاختلاف عليها. كل طفل لديه الحق في النمو في بيئة آمنة خالية من أي شكل من أشكال العنف وسوء المعاملة والمضايقة أو الإهمال.
وأضاف كراوز: أنها مسؤوليتنا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا لضمان احترام هذه الحقوق وضمانها لكل الأطفال في كل مكان. إن هذه المبادرة من شأنها أن تزيد الوعي حول حقوق الطفل في فلسطين، حيث أن التحديات كثيرة ومعقدة والذي يعد سببا اخر لمواصلة العمل مع شركائنا الفلسطينيين لضمان عدم ترك أي طفل دون الوصول إلى حقوقه.
وتابع: لقد تم اتّخاذ خطوات رئيسة في العقود الأخيرة؛ لتحسين وضع الأطفال في فلسطين، مع وجود بعض المؤشرات الاجتماعية، مثل التغطية شبه الشاملة للتطعيمات، والمعدلات العالية للالتحاق بالمدرسة – بما يشمل الفتيات – في المرحلة الابتدائية، مما يدل على إحراز تقدم يتجاوز البلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعلى الرغم من ذلك، ما زال هناك الكثير مما ينبغي عمله لكل طفل/ة فلسطيني/ة؛ لتحقيق كامل إمكاناته/ها. ويتطلب ذلك مواجهة العديد من التحديات التي يواجهها الأطفال والشباب في الوصول إلى الخدمات الأساسية، وحصولهم على كافة حقوقهم. وتعزى هذه العقبات إلى عوامل كثيرة، تشمل مستويات العنف المرتفعة للغاية التي يتعرضون لها في مدارسهم ومجتمعاتهم، إضافة إلى ممارسات الاحتلال المستمرة ضدهم.
اليوم وخلال السير من عين سامية الى قرية المغيّر بالقرب من مدينة رام الله، تعرف الأطفال أكثر على الاتفاقية وعلى حقوقهم وتاريخ المنطقة.
وعبرت جنيفييف بوتن، الممثلة الخاصة لمنظمة (يونيسف) في دولة فلسطين، عن سعادتها لمشاركة الأطفال اليوم في المسير للاحتفال بمرور ثلاثين عاما على الاتفاقية.
وأضافت بوتن: أن الاتفاقية ولأول مرة أشارت إلى أن الأطفال لديهم حقوق يجب حمايتها وتعزيزها من قبل البالغين. وأكدت أن وعي الأطفال بهذه الحقوق يشكل الخطوة الأولى لكل طفل للمطالبة بحقوقه.
وتابعت: ستقوم الأمم المتحدة في فلسطين، طوال هذا العام وحتى اليوم العالمي للطفل الذي يصادف 20 تشرين الثاني، بحملة متواصلة من الأنشطة المختلفة مع الأطفال والشركاء، لرفع أصوات الفتيات والفتيان والشباب في المطالبة لاتخاذ المزيد من الإجراءات الملموسة لإعطاء كلّ طفل في فلسطين جميع حقوقه.
مسار ابراهيم الخليل هو طريق ثقافيٌّ طويلُ تبلغ مسافته 330 كيلومترا ويمتد من قرية رمانة شمال غرب جنين إلى بيت مرسم جنوب غرب الحرم الإبراهيمي (المسجد الإبراهيمي) في الخليل. يمرُّ الدّرب عبر 53 مدينة وقرية حيث يمكن للمتجوّلين والمشاة والمسافرين تجربة الضيافة الفلسطينية الأصيلة.
وأضاف: مشروع “تراثي … هويتي” ممول من قبل الاتحاد الأوروبي يهدف الى المساهمة على الحفاظ وتعزيز الموروث الثقافي على طول مسار ابراهيم الخليل، وتعزيز المواطنة والهوية الفلسطينية. وينفذ هذا المشروع من قبل المركز الفلسطيني للتقارب بين الشعوب، جامعة بيت لحم –معهد الشراكة المجتمعية، مؤسسة افرات وتيتراكتس.
Our children are our future