تقرير ماهر محمود
تنتظم فعاليات ملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية فعالية جديدة، حيث نظمت وزارة الثقافة ندوتين إحداهما تتحدث عن أدب الفتيان وتحديات الانتشار في زمن الثورة التقنية، وأخرى تناقش الرواية في العصر الرقمي، وذلك في قاعة متحف الشهيد ياسرعرفات بمدينة البيرة.
وقال وزير الثقافة د.عاطف أبو سيف خلال مشاركته في ندوة “الرواية في العصر الرقمي”، إن الناقد الجيد هو الذي يقود النقاش وأن النقد مرتبط بتطور الرواية، متسائلاً: “هل ثمة حاجة للرواية والكتابة والكتاب نعم”، مؤكداً أن الكتاب لن ينتهي، ولن تنتهي الرواية مع التطور التكنولوجيا.
وتطرق أبو سيف في مداخلته إلى التأثير الذي يتركه العصر الرقمي على الإنتاج المعرفي وبنية العمل، مشيراً إلى أنه يتوجب على الأدباء أن لا يقفوا في طريق تقدم المعرفة عبر العصر الرقمي، فالكاتب ابن عصره، وهو عرضة للتأثر، فالرواية في مرحلة تطور والتعمق في الموجود بكل السبل المتاحة.
وخلال الندوة التي أدارتها الروائية ثورة حوامدة أكدت فيها على أن الروائي يمتلك ميزة هي ملكة الخيال، التي يمكنها أن تأخذه بعيداً ويستطيع أن يحلق لأفق بعيد، مشيرة إلى أننا نلاحظ العصرنة في اللغة التي يكتب بها المبدع العربي والسرد الذي يتناوله، فالتكنولوجيا الحديثة ساهمت في انتشار اللغة أكثر وساهم ذلك في القراءة والمعرفة أكثر.
من جهته تحدث الكاتب عادل الأسطة، خلال الندوة ذاتها عن دور النقد الأدبي في تسويق الأعمال الأدبية، مشيراً إلى أن النقد هو محاولة قولنة الأدب ودراسة الأدب دراسة علمية، فإرسال دور النشر نسخاً للنقاد وإهداء الكتاب أعمالهم، هذه دلالة بأنهم يريدون منّا أن نقرأها ونكتب عنها.
أما الكاتب الكردي السوري هوشنك أوسي في مداخلته قال إن النقد اجتهاد، الرواية في الزمن الرقمي سؤال مهم وهو سؤال الإبداع، لأن كل عصر يستولد نصوصه والنصوص تستولد نقادها وأسئلتها، الجديد يبقى مقاوماً حتى يثبت نفسه، قصيدة
النثر عندما بدأت لاقت ممانعة، لكن القصيدة فرضت نفسها على مناهج التربية والتعليم، معتبراً أن الرواية جنساً أدبياً ينفتح على الشعر والنقد، وأنه آن الأوان لسؤال الإبداع أن يتجه للنصوص الجديدة.
وفي سياق متصل أدارت مدير مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي الأستاذة رناد القبج ندوة تحت عنوان “أدب الفتيان وتحديات الانتشار في زمن الثورة التقنية” والتي تحدث فيها الكاتب والأديب الفلسطيني محمود شقير عن تجربته في الكتابة عن اليافعين، واطلاعه على نماذج من أدب الأطفال العربية والعالمية، متطرقاً لتجربته في كتابة كتاب “فدوى طوقان .. الرحلة الأبهى” لليافعين، وأهمية الكتابة للأطفال بشكل مرن وفكاهي، وتخصيص مساحات في الرواية والقصة تكتب عنهم وعن همومهم.
أما الورقة التي قدمتها الكاتبة سونيا نمر في الندوة ذاتها تحدثت عن أن وجودنا في التقنية الحديثة يتوجب علينا تطويعها لصالحنا ومن أجل إيصال كتب اليافعين للأطفال، ونستخدمها كي نعطيهم المعرفة، مشيرة في ورقتها إلى ضرورة حل مشكلة القراءة الواجب مناقشتها مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، خاصة ونحن نعاني من أزمة قراءة في العالم العربي.
وفي ورقتها تطرقت الكاتبة أحلام بشارات خلال الندوة إلى تجربتها في موضوع النشر لليافعين من خلال عدة كتب أصدرتها، قائلة إن المشكلة بأدب اليافعين ليس فقط في فلسطين بل بالعالم العربي والعالم أجمع لأسباب تتعلق بصناعة أدب اليافعين، فالكتاب بحاجة لصناعة ودعم حقيقي ومؤسساتي رسمي وأهلي، مشيرة كذلك إلى أننا بفلسطين قادرين أن نكون نبدع بكتابة النص الجيد لليافعين وهي محاولة لتبديد الغربة.