تقرير ماهر محمود
بإضاءة الفانوس، حتى أصبح تقليدا تراثيا يتجدد في كل عام. وارتبط الفانوس بالمسجد الأقصى قبل عشرات السنين، لعدم توفر الكهرباء في حينها، واستخدم الوافدون إليه القناديل التي تسرج بالزيت لإضاءته، وكانت تعلق على أشجاره.
واشتهر الحاج عصام زغير من شارع الواد في البلدة القديمة بالقدس المحتلة ببيع الفوانيس منذ أكثر من 17 عاما، للتذكير بالتراث الرمضاني.
ويقول: “في صغري كنا نحمل الفوانيس المصنوعة من التنك والبطيخة لإضاءة شوارع وحواري البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وتعلقت من حينها بالفوانيس، حتى تحولت إلى مهنة أعمل فيها “.
ويرى الحاج عصام أن اهتمامه ببيع الفوانيس للحفاظ على هذا التراث القديم من الاندثار، وإعادة إحيائه لتتناقله الأجيال.
ويوضح أن الناس يقبلون على شراء الفوانيس لبيوتهم وأطفالهم، لأنه يخلق الفرحة في قلوبهم بأشكاله وألوانه ورسوماته المختلفة.
ويضيف “ينتظر الأطفال حلول شهر رمضان بفارغ الصبر لشراء الفانوس الرمضاني الذي يحمل عبارات قرآنية وتسابيح وذكر الله سبحانه تعالى”.
ويلفت إلى أن شراء الفوانيس لم يقتصر على البيوت وشوارع وحواري البلدة القديمة، وإنما امتد إلى الشركات السياحية والفنادق والمطاعم، ويقبلون على شرائه قبل حلول شهر رمضان.
والزائر إلى البلدة القديمة وخاصة باب العمود يرى الفانوس الضخم المعلق في أعلى بوابته، يبلغ طوله ثلاثة أمتار ومصنوع من المعدن وكتب عليه عبارات قرآنية، من عند الحاج عصام زغير.
ويبيع الحاج عصام كافة أنواع الفوانيس وخاصة المصرية، لأنها تحمل عبارات قرآنية وذكر الله سبحانه وتعالى والرسول عليه السلام.
ويبين أنه لا يهتم ببيع الفوانيس الصينية لأنها تصنع بأيد غير متوضئة، والخشبية التي تتلف وتحترق بسرعة من الضوء.
وعن ارتباط الفانوس بالمسجد الأقصى يقول: “كان يحمل الزائرون للمسجد الأقصى قديما قناديل تسرج بالزيت ويعلقونها على أشجاره، وما زال هناك زاوية حديد على إحدى الشجرات بالقرب من المصلى القبلي، كانت تستخدم لتعليق القنديل”.
ويوضح الحاج زغير أن شباب القدس كانوا قديما يزورون المنازل في شهر رمضان الفضيل، بينما يحملون الفوانيس المصنوعة من التنك والبطيخ ويرددون نشيد “يوحيا”، ثم يوزع عليهم أصحاب المنازل الحلويات الرمضانية.