بقلم: سالي علاوي
شكلت النكبة الفلسطينية محطة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، فمن ناحية تم طردهم من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم، ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة كافة أصناف المعاناة والويلات.
7 عقود تطوي صفحاتها من تاريخ القضية الفلسطينية، والتي سُطّرت كلماتها بالدم وتضحيات شعب يعاني ويقاتل وحده ضد آخر احتلال على وجه الأرض، وسط سكوت عربي وتعاون غربي.
فلسطين أول الحكايات وآخرها في نكبات الشعوب العربية، والتي ما زالت ترزح تحت احتلال أقام دولته المزعومة على أنقاض قرى ومدن هجّر ساكنيها في أعقاب عمليات تطهير عرقي على يد عصابات صهيونية عام 1948.
منذ احتلال فلسطين سنة 1948، وفي الخامس عشر من أيار/ مايو كل سنة، يحيي الفلسطينيون في أماكن تجمعاتهم في الوطن والشتات كافة، ذكرى النكبة، التي تمثّلت بتشريد نحو ثلاثة أرباع مليون فلسطيني وتحويلهم لاجئين، وتدمير مئات القرى وعشرات المدن الفلسطينية التي احتُلت في ما أصبح يسمى دولة إسرائيل، في حين مُحِيَ اسم فلسطين من الخارطة.
كان للنكبة الفلسطينية تداعياتها على البلدان والشعوب العربية، فهي لم تعنِ ضياع فلسطين كجزء عزيز من الوطن العربي فحسب، بل كانت كذلك فاتحة هزائم العرب الكبرى، إذ تسبّب قيام كيان غريب في فلسطين بتهديد الاستقرار الإقليمي وتبديد الطاقات والثروات العربية وإعاقة مشاريع التنمية العربية وتعطيل تحقيق الوحدة العربية.
سيبقى جرح النكبة مفتوحًا، ولن تتم تسويته إلا على حساب المحتل الذي صنعها، ولن تفلح محاولات تدجين وعي الشعب الفلسطيني، أو الجهود الهادفة لإلهائه عبر وسائل شتى في تغيير هذه الحقيقة، ولذلك، فقد جاءت مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة صاخبة كالإعصار لتأكيد هذا المعنى، معتبرة أن الجرح لم يندمل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم ينس أصل قضيته رغم بعد السنين.
لا شك في أن النكبة، أو التراجيديا الفلسطينية، ستظل نبعاً لا يجف ومعيناً لا ينضب في الثقافة الفلسطينية.