عندما نتحدث عن العدالة والتفوق، فإن النقاش يصل غالباً إلى العلاقة بين الشرق والغرب. حيث يعتبر العديد من الناس أن هناك ازدواجية في المعايير التي يتم تطبيقها على الشعوب الغربية والشرقية. واحدة من أبرز الامثلة على ذلك هو النقاش حول قضية فلسطين والنزاع مع الاحتلال الإسرائيلي.
تعتبر فلسطين واحدة من أكثر النزاعات إثارة للجدل في العالم، وتقدم مثالا حقيقيا لازدواجية المعايير.
يعتبر الغرب أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان والعدالة، ومع ذلك هناك قضايا كثيرة تتعلق بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي حيث يفتقر الغرب إلى الموضوعية والصدق في نهجهم تجاه الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. وان استجابة العالم الغربي لهذه القضية تكون متباينة وغير عادلة. وأن هناك انتقائية واضحة في تعاملهم مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
فعلا سبيل المثال، تقوم إسرائيل بانتهاكات واضحة لحقوق الإنسان في فلسطين، الشعب الفلسطيني يعاني من الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي لأكثر من سبعة عقود. ويتعرضون للتمييز العنصري وقيود الحريات الأساسية والعنف المستمر من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، مثل الاعتقالات التعسفية وحظر السفر ومصادرة الأراضي والتهجير القسري للسكان الفلسطينيين، وزيادة على ذلك ما حدث في 7 اكتوبر 2023، ابادة جماعية، وتدمير المبانى السكنية “المدارس، الجامعات، المساجد والكنائس وايضا المعالم التاريخية” حتى تجريف الاراضي وتهديم البنى التحتية بالكامل والانتهكات التي تحدث في المستشفيات ومنع حق الفلسطينيين في الحصول على الخدمات الأساسية مثل الطعام الماء والكهرباء والرعاية الصحية كل هذا العدوان والتهجير لا يراه الغرب. ولكن عندما يتعلق الأمر بالاستيطان الإسرائيلي، فإن الغرب يظهر غموضا وتراجعا في التحرك.
ويقدم الغرب أيضا مزيدا من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لإسرائيل، بينما يتجاهل قضية التهجير الفلسطيني والمعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة .
هذا النوع من التناقضات يسلط الضوء على الازدواجية في معايير العدالة. ومن المؤسف أن هذه الازدواجية في المعايير ليست مقتصرة على النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وحده. وانما على العديد من الشعوب في الشرق الاوسط ، يتعرضون للظلم والتهميش من قبل الحكومات الغربية والمجتمع الدولي. وعلى العكس، يحاول الغرب تسليط الضوء على الانتهاكات التي تقع في الشرق الاوسط ،وتتجاهل حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
إذاً، بدا من الواضح أننا بحاجة إلى إعادة تقييم المعايير التي نستخدمها في تقييم العدالة والتفوق.
يجب أن يتعاون جميع الأطراف، بغض النظر عن جنسيتهم أو ديانتهم، لتحقيق السلم والعدالة الدولية. إن النزاع الفلسطيني يكشف عن الازدواجية في المعايير ومتلازمة التفوق. ومن خلال النقاش والتوعية، يمكننا بدء عملية تغيير لإنهاء هذه الازدواجية وتحقيق العدالة والتفوق العالمي.
نظم المنتدى التفكير العربي -لندن
ندوة بعنوان “الغرب وفلسطين – ازدواجية المعايير ومتلازمة التفوق الاستشراقي” استجابة للوضع الحالي في قطاع غزة. هذا الوضع يتميز بما يمكن وصفه بابادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. ضمت الندوة مجموعة من المتحدثين المتخصصين في الشؤون الفلسطينية.
تولى السفير الفلسطيني الدكتور حسام زملط المقدمة، حيث قدم نظرة شاملة حول الوضع الحالي في قطاع غزة وأشار إلى أهمية التصدي للابادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال.
من جهته، ألقى الدكتور برهان غليون الضوء على تاريخ إقامة دولة الاحتلال، من خلال التركيز على العوامل التاريخية والسياسية التي أدت إلى تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلية وتهميش حقوق الفلسطينيين.
أما الدكتور جلبير الأشقر، فقدم تحليلا شاملا للأحداث الراهنة والتحولات الجيوسياسية في المنطقة، مسلطا الضوء على الظروف التي تشهدها فلسطين وخصوصا الوضع الراهن في قطاع غزة وأهمية فهم السياق والتوجهات الحالية في العلاقات الدولية.
شارك في إدارة الندوة الدكتور عاطف الشاعر، الذي ساهم في تنظيم وتوجيه الحوارات والنقاشات وضمان تسهيل تبادل الأفكار والمعرفة.
يهدف المنتدى التفكير العربي في لندن من خلال هذه الندوة إلى إلقاء الضوء على الازدواجية في المعايير ومتلازمة التفوق الاستشراقي التي تواجهها فلسطين من موقف الغرب بما يحدث في قطاع غزة.
توفرت فرصة للحضور لطرح الأسئلة والمشاركة في النقاش حول هذه القضية الملحة. تعتبر هذه الندوة فرصة هامة للتوعية وتعزيز الوعي بأهمية إيجاد حلول عادلة ومستدامة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإنهاء الاحتلال والقمع الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. ودعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي