.بقلم: سارة فوزي – جمهورية مصر العربية
تجلس وحيدا منطويا على روحك المتهالكة المنهكة تنظر إلى السماء وتتمعن فى النجوم فتخطفك نجمة تكاد تكون وحيدة بالرغم انها تتوسط النجوم جمعيا ولكن تشعر بالفراغ حولها وكأنها المنفردة بذاتها فلا يشغلها عتمة الليل أو ضى القمر فما عادت تهتم ولا تشعر !!!
أصبحت متبلده الأحساس متقوقعة بداخلها بل أصبحت تشعر براحة شديدة كلما ابتعدت عن النجوم واصابتها العزلة وفرحت ورحبت بها فالضوضاء حولها تزعجها وتربكها فتتنحى جانبا إلى أبعد مدى فهناك تقف وحيدة مطفية غير لامعة كبقية النجوم !! ترى ما كم الخذلان والخيبات والطعنات التي أصابتها لكى تبقى بهذا الشكل؟؟ هل فقدت الأمان والصدق لهذه الدرجة ؟؟ ام فقدت الأمل في تضيء مرة أخرى وتلمع كباقي النجوم ؟؟ ام فقدت كل ما سلف ذكره ففقدت روحها أيضا؟؟
تقف أمام تلك النجمة حائرا فى أمرها كما تقف أمام نفسك تماما فى نفس الحيرة !!
فشعورك بها هو نفس شعورك تجاه نفسك شعور بالغربة والانطواء .. نعم هو نفس الشعور .. الغربة ليس فقط كل من سافر إلى وطن ليس وطنه فالغربة تحدث داخلك فى جوف روحك المتهالكة المنهكة تنظر إلى داخل اعماقك فتنصدم من شدة ما تراه وكأنك تطل على شخص آخر لا تعرفه ابدا فكلما تمعنت النظر ازداد اندهاشك أكثر وأكثر فلا تطيل النظر اكثر لكى لا تصاب بالعمى من هول المفاجأة ..
نعم تغيرنا وأصبحنا نسخة أخرى لا نعلم عنها شىء بل أصبحنا مثل تلك النجمة البعيدة المنزوية على حالها المتقوقعة داخل نفسها تريد السلام و الهدوء والطمأنينة ولا تريد غير ذلك ولكن للأسف حتى تلك الأشياء البسيطة أصبحت حلما فلا يوجد سلام ولا هدوء ولا طمأنينة. وتزداد غربتك بداخلك فتزداد ارتباطا بتلك النجمة الشاردة فمصيركم أصبح واحدا منذ أن شاهدتها علمت بداخلك بمدى التشابه الذى بينكم فأصبحت تتابعها كل مساء لكى تطمئن على حالك فيها هل يا ترى ستعود لتنير كباقي النجوم ؟؟ ام ستبقى منطفئة ؟؟
جميعنا نشعر بالغربة ولكن باختلاف الأماكن والأشخاص فالكل منا غربته أعان الله كل شخص على ما يشعر به وما مر به ..