رغم دراستي الرياضيات وكوني مهندسة معمارية لكني كرست عملي في باريس مترجمة لصالح الجاليات العربية.
نشرت أول قصة لي تحت اسم مستعار خوفا من النقد.
تم عرض لوحاتي في معارض باريس دون مقابل لصالح أطفال غزة – فلسطين والعراق وغيرهم ممن وقعوا تحت وطأة الحروب
للبيئة المغربية أشد الأثر على كتاباتي ورسوماتي التي تحمل نفس الملامح المغربية العربية. اؤمن أن كل ما يحدث هو عنوان سعادة قادمة أن شاء الله.
فتاة عربية الملامح ومغربية الطباع لم تمنعها حياتها وعملها وحديثها الدائم بالفرنسية، من أن تعلن انها عربية حتى النخاع لتكرس مجهودها وموهبتها وثقافتها وكل ما تملك لعروبتها لينبض القلب ايضا بحب عربي فلسطيني اسير في سجون الاحتلال حتى يحرم طفله عندما يأتي للحياة أن يراه حتى الآن لتقاوم هي وطفلها في الحياة وهو يقاوم زوجها الأسر، انها تلك الفنانة التشكيلية وكاتبة الاطفال والشاعرة والمترجمة والمهندسة “الهام المغيث نزال
بداية هل ممكن أن تعطينا نبذة مختصرة عن الهام المغيث نزال؟
بالطبع، أنا إلهام المغيث نزال، مغربية مقيمة في فرنسا، من مواليد مدينة وجدة شمال شرق المغرب على حدود الجزائر، لأب يشغل منصب محافظ عقاري وأم ممرضة. لي من الأخوة اختين واخ.
درست الرياضيات العليا كتخصص بعد الباكالوريا ثم غيرت وجهتي إلى الهندسة المعمارية في باريس، ثم قررت العمل في مجال إنساني ناطق باللغة العربية لمساعدة الجالية العربية في فرنسا فكنت مترجمة في المصالح الأمنية الفرنسية وكاتبة عدل في بلديات باريس وضواحيها.
منى انتقلتي للعيش بفرنسا وما السبب؟
بعد انتهائي من مرحلة الثانوية العامة أو التوجيهي مباشرة انتقلت للدراسة في باريس.
ايهما اقرب اليك التأليف ام الرسم؟
عندما كنت في التاسعة من عمري أرسلت قصة قصيرة لمجلة سيدتي التي كان أبي يجلبها أسبوعيا لأمي دون علم أهلي ،فنشرتها المجلة باسم مستعار حيث كنت أخجل من استعمال اسمي الحقيقي، فاستغربت وأصبح عندي بعض الثقة أن ما أكتبه قد يلاقي إعجاب الكبار، كما أنني كنت احصل على العلامات النهائية في مادة الإنشاء و قواعد اللغة العربية رغم توجهي العلمي منذ الصغر فكانت امي تجمع دائما ما اكتب وتبدي اعجابها كما كانت هي وأبي يشجعان فيي موهبة الرسم. غير أن خجلي جعلني أتردد في عرض كتاباتي على أهلي وعلى الناس بصفة عامة حتى كبرت، فكان الرسم رفيقي المعلن والتأليف سر أخيه بين صفحات الرياضيات والفيزياء وكراسة الرسم.
لماذا اخترتي الترجمة وسيلة للتواصل بين الغرب والشرق ؟
بعد نهاية مشواري الدراسي كنت قد انخرطت في العديد من الجمعيات الإنسانية في فرنسا، فكان لي نشاطات عدة من بينها مرافقة وفود عربية كمترجمة تطوعية في اللقاءات الصحافية وفي البرلمان. كما كانت تعرض لوحاتي في معارض المدينة لصالح تلك الجمعيات التي كانت تجمع ثمن اللوحات لشراء الأدوية والالعاب مثلا لأطفال غزة والعراق وبقية الدول العربية الغارقة في آفة الحرب والحاجة. فكان لي الشرف في تلك المساهمة البسيطة حتى جاءني يوما ايمايل من مدير مؤسسة عالمية يطلب مني الشغل معهم بعدما شاهد لقاءا صحفيا لي في أحد المعارض التطوعية. وافقت رغم كوني اشتغل في وظيفة أخرى براتب أفضل لأنني عشقت دور المترجم الذي أتاح لي ممارسة لغتي الحبيبة في غربتي الفرنسية.
انتي مغربية وزوجك فلسطيني مناضل وتعيش في فرنسا … كيف التقيتما ومنذ متى وهو في سجون الاحتلال الصهيوني؟؟؟
تعرفت على محمد أواخر سنة 2010 حيث كنت قد رسمت وكتبت مقالا عن أخيه الشهيد محمود نجيب نزال بالفرنسية ونشرت نبذة عنه على مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدني صدفة على صفحات الفيسبوك وكان لنا اول حديث سطحي تلاه بعض الاهتمام ليتحول إلى ارتباط عاطفي دام سنوات قبل أن نرتبط رسميا قبل اول لقاء لنا في الأردن أواخر 2015، حيث سافرت إليه لإتمام مراسيم الزواج وسط استغراب الجميع ومباركة ابي وعمي في خطوة غريبة على تقاليدنا المغربية، وكان أول لقاء لنا ليلة زواجنا في عمان يوم 18/12/2015
هل لديك اطفال وماذا فعلت من أجل زوجك وهل هناك وسائل وامل في خروجه؟
بعد 21 يوما من زواجنا عدت ادراجي إلى باريس على أمل لقاء سريع بزوجي اللذي كان ينتظر إتمام إجراءات السفر، وكنت احمل في أحشاءي ابنه. علمت بحملي بعد أيام فقط من عودتي بسبب أعراض الحمل المبكر والفحص الطبي اللذي أكد لي ولمحمد أننا ننتظر فرحة حلمنا بها كثيرا قبل اللقاء. لكن الاحتلال أجهض فرحتنا باعتقال محمد يوم الأحد 24 يناير 2016، بينما كنا نتبادل الحديث والأحلام على تطبيق الواتساب، فأختفى زوجي يوما كاملا قبل أن يصلني خبر اعتقاله. وابتدأ جحيم البحث والرجاء والبكاء والاختناق، وسط جهل كبير مني لكل ما يحدث في بلده ،وتخبط ووحدة وآلام رافقت اول شهر الحمل والوحدة المريرة
بعد أيام كنت قد تعرفت على نادي الأسير والصليب الأحمر ومحامين من فلسطين فاستطعت بحمد الله أن اتواصل مع العديد قبل أن انتهي إلى رئيس الهيئة القانونية في الداخل الفلسطيني السيد جواد بولس واتفقت معه على الدفاع عن زوجي في محاكم الاحتلال. فكانت له مرافعة وصفقة أدت إلى حكم مخفف لسنتين تقريبا بتهمة مبهمة لا يد لزوجي فيها.
لم أتوقف عن المحاولات فكنت اجعل زوجي يسمع صوتي مرتين في الأسبوع من خلال برنامج إذاعي سألت فعرفت انه يصل إلى مسامع أسرى فلسطين في سجن مجدو حيث كان محمد في معزل عن بقية العالم. وتمكنت أن اباشر العديد من الإجراءات الإدارية والقانونية لاستعادة أوراق زواجنا العالقة في الأردن الشقيق. وتسجيل ابنه اللذي كان يكبر في احشائي بالموازاة مع صراعاتي الجديدة لأجل أبيه.
كنت أيضا ارسل صورا ومحامين لزيارة محمد حتى تأكدت انه يدرك أن لا حياة بعده وأنني باقية عليه رغم البعد الجغرافي ورغم وحدتي والحمل والتعب
كيف توفقين بين البكاء على زوجك وتربية طفلك .. وتنمية موهبة التأليف للاطفال والترجمة بجانب الرسم وتخصيص وقت اضافي ليس بالقليل له؟
كلها أشياء انسيابية تعودت الجمع بينها كما تعودت على انجاز العديد من الأمور في نفس الوقت منذ الصغر