زوجي العزيز هل لى من إجازة زوجية؟
،بقلم دكتورة سمر ابراهيم – جمهورية مصر العربية
الزواج شىء رائع فهو منظِم للحب, ومقنِن للمشاعر, ويقيد الهوى الفالت دون غاية, ويمنحنا البيت والأولاد والسعادة الحياتية, وشروط والتزامات وأعباء, ولايمنع من مرارة في الحلق وغِصة في النفس نتيجة لقوانين المؤسسة الصارمة, فالمرء لا يُحرم من مذاق الزواج الحلو وإلا لِما تزوجنا ولِما عشنا.
إذن الزواج رائع مهما يكن الحال, لكن الأروع أن تتيح هذه المؤسسة ضمن شروطها المتفق عليها “إجازة سنوية “وبالأخص لرجالها المتأففين والمتململين من أنظمتها الصارمة، لأن زوجى يحاول أن يثبت لى شأنه شأن كل الأزواج المعاندين المكابرين الذين تأخذهم العزة والكرامة وفعل الإثم انه يستطيع أن يعيش وحيدًا, وأن العيش بصورة مؤقتة دون أن يفيق على صوتى كل صباح سيكون بأفضل حال دون ضجيجى الحياتي مع الاولاد، فأنا أريد أن أمنحه هذه الإجازة وأنا أعلم عِلم اليقين لأنه لن يفلح في قيامه بالمهام الشخصية بنفسه, ومع ذلك سوف نخوض التجربة وهذا بعدما إتفقنا عالإجازة .
فلملمت حقائبي وأولادي وذهبت الى منزل أسرتي وتركته بنفسه في المنزل ينام ويصحو, ويفعل كل أموره معتمدًا على نفسه .
وفي أول يوم مر به في الإجازة اتصل بي ليخبرني أنه مستمتع بالحياة وبالمنزل دون ضجيجي وصراخي مع الأولاد, وماأجمل الحياة بدوننا, ثم مر اليوم الثاني وإتصل بي ليخبرني أنه يتقلب على الجنبين في السرير دون مزاحمة مني فيه.
واليوم الثالث مر يخبربني أيضًا أنه يتمتع بماتشات الكورة دون عراك مني على موعد المسلسلات.
وعندما جاء اليوم الرابع نبرته تغيرت وتململ في الكلام دون شكوى وأنا لم أظهر أي تباهي بأنه غريق يحتاج لمنقذ .
ثم جاء اليوم الخامس وأنا متلهفة على اتصاله بي حتى أعرف ماحدث له ,ولكني تفاجأت بأنه يقول لي لقد حدث حريق بالمطبخ لأنه كان يقوم بقلي بطاطس بعد نفاذ المؤن التي كنت وفرتها له قبل خروجي من البيت.
وفي اليوم السادس أخبرني بعطل الغسالة وأن كل ملابسه متسخة ولايعلم ماذا يفعل, ثم أخبرنى أخيرًا أن البيت كالخرابة بدوني وأنه مهما تمتع بالوحدة فلم تدوم المتعة الا ساعات.
فطلبت منه أن يأتي ليأخذني أنا والأولاد حتى أنقذ مايمكن إنقاذه في المنزل الذي تدمر بفعل الإجازة المشئومة وبالفعل أتى ليأخذنا وفي عينيه شوق للضجيج والصوت العالي.
وفي الطريق سألته حبيبي هل لي كل شهر إجازة كام يوم حتى ترتاح منا ومن ضجيجنا وصراخنا؟ فنظر الىّ ولم يرد