قطاع غزة بين اشاعة التهدئة وحقيقة مواصلة العدوان.
بقلم: تماضر طمبوره، مراسلة مجلة الشأن الفلسطيني، غزة
الكثير من التخمينات، التوقعات، الاحتمالات، والتقديرات حول التوصل لاتفاق وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار على غزة خلال أيامٍ معدودات جعلت عدة وسائل إعلامية ومواقع إخبارية عربية واسرائيلية تروّج لشائعاتٍ حول اليوم الموعود لتنفيذ وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
شائعة وقف اطلاق النار صباح الخميس والإحباط الأول..
تناقلت وسائل إعلام الاحتلال بعض الأخبار المتعلقة بموعد وقف الحملة العسكرية على غزة صباح الخميس العشرين من أيار-مايو كموعد وقف اطلاق النار، فيما نفت تقارير عربية تلك المزاعم واعتبرتها مجرد اشاعة هدفها طمأنة المقاومين حتى يكونوا هدفا سهلا لقوات الاحتلال.
من جانب آخر فإن الواقع بغزة أثبت عدم صحة تلك الأخبار، حيث يعيش القطاع حالة من التغول غير المسبوقة للاحتلال بضربات جوية وبرية وبحرية نحو أهداف كثيرة من شمال القطاع وحتى جنوبه منذ فجر اليوم الخميس (موعد الهدنة الأول).
الموعد الثاني…
بينما يُحاول إعلام الاحتلال الترويج لاتفاق هدنة طويلة الأمد في غزة يُتوقع البدء بها عصر غدٍ الجمعة، تعلو أصوات المحللين السياسيين والمختصين في الشأن الإسرائيلي يحذرون من مغبة التعاطي مع تلك الأخبار.
فهذا عدنان أبو عامر مختص بالشأن الإسرائيلي قد نشر هذه الكلمات على صفحته على فيسبوك الليلة الماضية:
“حرام ما نشاهده عبر شبكات التواصل، وما يتناقله الناس عبر الواتساب، حول وقف وشيك للعدوان، دون تأكيد من جهات الاختصاص، ورغم أن هذا ما نأمله، لكن تناقل أخبار الاحتلال، دون غربلة، لعب في الأعصاب، ويتنافى مع أمانة الكلمة والمصداقية..
تريثوا وانتظروا القول الفصل ممن عهدناهم لا يخلفون الوعد!” (يقصد هنا المقاومة).
وعلى صعيد الأخبار المُتداولة يحاول بعض الصحفيين والمحللين اتباع فرضية صحة هذه الأنباء استنادًا الى تصريحات القيادي في حركة حماس موسى ابو مرزوق التي أدلى بها لتلفزيون الميادين أمس وقال فيها: “إنه يتوقع التوصل الى وقف لاطلاق النار خلال يوم او يومين وأن المساعي الدائرة الأن بشأن وقف اطلاق النار ستنجح”.
وما نعلمه حتى اللحظة هو أن الجهود الرامية لإبرام اتفاقٍ لوقف اطلاق النار بين المقاومة بغزة والاحتلال الإسرائيلي ما زالت قائمة ومكثفة وأن الضغوطات على كيان الإحتلال كبيرة جدا من عدة أطراف قد يتمخض عنها هدوء مشروط أو كما وصفه أبو مرزوق في لقائله مع الميادين بأن يكون متزامنا.
يُجدر بالذكر بأن العدوان مستمر والقتل والتدمير والارهاب الإسرائيلي ما زال قائما لليوم الحادي عشر على التوالي على قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة.
بالتعاون مع مصور مجلة الشأن الفلسطيني عادل حواجرة