،عُلا حسن الكحلوت – غزّة. فلسطين
سُئلت مرة في إحدى المقابلات الصحفية عن رسالتي بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، فسبقتني العاطفة الوطنية إلى تأكيد المقاومة لثلاث مرات، مع الإشارة إلى أن كل واحد منا يقاوم بطريقته، فالصحافي يقاوم بكلمته، و المصور يقاوم بعدسته، و لاعب كرة القدم يقاوم من خلال مشاركته!
و تذكرت هذا السؤال، تزامنًا مع الأحداث الأخيرة في مدينة القدس المحتلة، و أنانية المحتل في السيطرة على أدراج باب العمود، الذي يُعد من أجمل و أقدم الأبواب للوصول إلى المسجد الأقصى؛ لتهيئته للمستوطنين الأنجاس للاحتفال بعيد ” 28 رمضان”.
بالكثير من الخاوة انتفض المقدسيون في وجه الاحتلال، و تعالت هتافاتهم و أُلقيت حجارتهم، حتى رضخ الاحتلال لمطلبهم، وذُلت و هانت كرامتهم و اندحرت حواجزهم الحديدية و انسحبوا أمام هذه الأسود المقدسية الجبابرة.
فكم من امتنان و انتماء و حب عظيم تحمله قلوبنا لأهلنا في القدس، الذين يقاوموا كل يوم اعتداءات المحتل ولا يستسلموا أبدًا، بل ربوا أشبالهم على حماية الأقصى و أن القُدس عاصمة فلسطين الأبدية فقط.
فالقُدس العاصمة، بؤرة الانتفاضة و الثورة و القوة و موطن الأسود، تنتفض بوجه كل من يعاديها، و تعطي أروع الدروس في البسالة و أجمل المواقف في التضامن و التماسك، لتكون حقًا هذه الأرض أم البدايات و أم النهايات، و زهرة مدائن العالم أجمع، فدمتِ قوية يا مسرى الرسول، ليأتي اليوم الموعود و نصلي فيكِ صلاة النصر أجمعين.