الشباب و الرياضة, مراجعات لكتب و قضايا اجتماعية, مقالات

عن يوم المرأة العالمي .. المرأة الفلسطينية نضال من أجل الحرية

عن يوم المرأة العالمي .. المرأة الفلسطينية نضال من أجل الحرية

سالي علاوي

في الوقت الذي تحتفل فيه المرأة في كافة أنحاء العالم بيومها الذي أقرته الأمم المتحدة، ليكون يوماً لها خاصاً بها، يذكر بها ويشيد بدورها، ويؤكد على مكانتها ويحفظ حقوقها، وينهض بها ويرعى شؤونها، ويدعو إلى حمايتها ويحذر من المساس بها، ويعزز قيمتها ويعلي شأنها، لتكون المرأة شق الرجل وشريكه، وصنوه ومثيله، تساويه قدراً ومكانة، وتماثله تمثيلاً وانتخاباً، وتشترك معه تعليماً وعملاً، وتوظيفاً واستثماراً.

تستقبل النساء الفلسطينيات يوم الثامن من آذار تحت وطأة المعاناة الناجمة عن استمرار الاحتلال وإجراءاته من جهة، وسعي المرأة المتواصل للمشاركة في عملية البناء والتنمية وتقلد مواقع ريادية في المجتمع من جهة أخرى.

تواجه النساء الفلسطينيات في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة ظروفاً قاسية وصعبة جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامات وقتل واغتيالات وهدم منازل وشن اعتقالات وما شابه، فالمرأة الفلسطينية هي زوجة الأسير، ووالدة الشهيد وابنة المصاب.

 وفي الكثير من الأحيان تكون المرأة نفسها ضحية الاحتلال فهي الشهيدة أو المصابة أو الأسيرة، إذ أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثن طيلة سنوات احتلالها للأراضي الفلسطيني المحتلة، المرأة من ممارسات القمع والبطش المنفذة ضد الفلسطينيين والهادفة لإذلالهم والتنكيل بهم والتنغيص عليه.

لكن المرأة الفلسطينية عموماً في الوطن والشتات، وفي السجون والمعتقلات، رغم معاناتها وألمها، وحزنها وجرحها، وتضحياتها وصبرها، تثبت دوماً أنها الأقوى والأقدر، والأنضر والأصبر، وأنها الأكثر عطاءً والأشد وفاءً، وأنها الأكثر ثباتاً والأصلب موقفاً، فلا تلين أمام الصعاب، ولا تنحني في مواجهة المحن، ولا تجزع عند المصائب، ولا تنتحب عند الشدائد، وهي لا تضعف في السجون، ولا تنهار في المعتقلات، ولا تجزع في التحقيق، ولا تخاف أو تجبن في مواجهة المخابرات، ولا يرتفع صوتهن شكوى أو يعلو نحيبهن جزعاً وخوفاً، وكثيرٌ منهن مقاوماتٌ ومناضلات، وأمهاتٌ للعديد من الأسرى والشهداء.