بقلم هند محمد، القاهرة، مصر
حنين، امرأة في العقد الثالث من العمر، خمرية البشرة، ذات أعين سوداء، مثل لون شعرها القصير الناعم، تزوجت وهي في العشرين من عمرها عن قصة حب، وبعد فترة من الزواج اكتشفت أنها ليس لديها القدرة على الإنجاب، فطلبت من زوجها الطلاق، لكنه رفض بادئ الأمر، وأمام إصرارها خضع لها.
كان هو قد تزوج بعد الطلاق بفترة زمنية وأنجب طفلة، لكن زوجته توفيت أثناء الولادة فعزم أن يعيش لابنته.
ودون شعور تمتد الأيدي تتصافح:
ذات يوم أخذها الحنين لتتطلَّع في ملامحه فأمسكت هاتفها تقلِّب في الصور، فشدَّتها صورة كانت تجمعها به في النادي، فاشتد حنينها لتذهب إلى النادي، وبينما تمر من البوابة اصطدمت به وبيده ابنته…
كيف حالك، طمئنيني عنك؟
أنا بخير.. سعيدة برؤيتك اليوم أنت وطفلتك.
وبينما يتبادلان الحديث إذا بالطفلة تصرخ
من الألم، فأسرعا بها إلى المستشفى، وبعد الكشف عليها أفاد تشخيص الطبيب أن الطفلة مصابة بفشل كلوي.
صُدم الأب بينما تماسكت هي، وتابعت حالة الطفلة حتى ظن الجميع أنها أمها.
تم الإعلان عن متبرع للطفلة بعد فشل التحاليل الخاصة بالأب، ولكن باءت المحاولات بالفشل.
فكرت هي أن تقدم على التحليل، وشاء القدر أن تكون التحاليل إيجابية، فأخبرته بالأمر فدمعت عيناه:
ظلمتك يومًا، وكانت غريزة الأبوة أشد من حبي لك، وها هي ابنتي اليوم، حياتها بين يديك، تقدمين العون دون أن تسألي أين أمها..
أكل هذا الحنان وأنت لا تعلمين أن أمها رحلت منذ ولادتها؟!
بدهشة: ماتت!
لا تحزن.. الحي أبقى من الميت، هيا لنلحق بابنتك.
لست حزينًا على رحيل زوجتي، بل أتعجَّب من تدابير القدر!
تمت العملية بنجاح، وشُفيَت الطفلة تمام الشفاء، وذات يوم أخذها والدها لشراء
باقة من الورود للحبيبة التي لم يدق قلبه سوى لها، الحبيبة التي منحت ابنته الحياة.
قدمت لها الطفلة باقة الورود، فضمتها إلى حضنها ودمعت عيناها فرحًا.