بقلم سماح عبد الهادي، نابلس – فلسطين
هل تذكر طريقة تعلمك الأحرف عندما كنت صغيرا والتشبيك فيما بينها عن طريق نقاط تشكل الحرف، وذلك حتى تتعلم كتابته بشكل جيد ومناسب، إن هذه الطريقة لم تأت من فراغ ، فحياتنا قائمة دائما على الترابط بين الأفكار وهذا هو سر الإبداع، فكيف يمكن للمزارع أن يرتبط بالنجار وأن يرتبط بالاقتصادي أو التاجر وأن يرتبطوا جميعا مع مبادىء الفيزياء والتسويق، كل ذلك يتم من خلال الشجرة، الشجرة التي يزرعها المزارع ويصنع منها النجار أثاثا ويبيعها التاجر ويجب أن تتحمل الضغط وفق قوانين الفيزياء وتحتاج إلى تسويق.
إن ربط الأمور ببعضها يشكل الابداع ويدفع بعجلة التقدم ولكل طريقته في الربط بين الأمور فبينما يجد أحدهم الربط بين نقطة رقم واحد و رقم اثنين ثم رقم ثلاثة ، يجد آخر أن الربط بين رقم واحد ورقم ثلاثة ثم العودة إلى رقم اثنين إبداعيا أكثر ويحقق شيئا هاما وجديدا ومبتكرا، والدليل أننا جميعا تعلمنا الكتابة والرياضيات واللغات وكثيرا من المواد ورغم ذلك أصبح أحدنا مهندسا والاخر طبيبا وغيره مدرسا وغيره مديرا، حتى أننا نرى فرقا بين مهندس ومهندس وطبيب وطبيب وبين كل إنسان وآخر من نفس التخصص والمجال، وذلك لأن طريقة الإبداع ورسم مسار العمل والخطط يختلف من شخص إلى آخر، وليس علينا الربط بين ما نتعلمه فقط، بل رسم نقاط جديدة تميز عملنا وقدراتنا وتضيف لها رونقا خاصا بها فتصبح بصمتنا واضحة في مجالنا.
ومن هنا نرى أن الإبداع مجال واسع وفضاء رحب ودنيا خصبة بالأفكار والتميز والحياة المفعمة بالأمل والطموح.