مراجعة لرواية الغائب – نوال السعداوي
بقلم سماح وضاح عبد الهادي
الغائب … رواية لنوال السعداوي تقع في 131صفحة، وكما رأيتها تتحدث عن صراعات الإنسان المعاصر في وقت الرواية والتي يبقى جزء لا بأس به منها على مر الزمان، فبين الواقع المر والمثاليات والنظريات، بين الأحلام والأهداف وصراعات البشر، تنتقل فؤادة التي تمتلك حلما كبيرا تريد أن تحققه عبر معملها الكيميائي الذي ترغب في إنشاءه …. وبين اختفاء حبيبها فريد …وعملها في الوزارة الذي لا يضيف لها شيئا ….
ليأتي ذلك الرجل صاحب الشقة التي تستأجرها (الساعاتي) والذي ينقلها إلى عالم الواقع الذي يدعيه في نظره، يحاول أن ينفذ من خلال أحزانها إلى قلبها ،،، رجل تعرف فؤاده من اول لقاء به ومن نظرة عينيه أنه لص ولكنها لا تعرف كيف، لتكتشف فعلا وأنه رغم كل عضوياته في هيئات متعددة، إلا أنه كان يسرق الأبحاث ويضع عليها اسمه عندما كان أستاذا …
نقلة كموج البحر بين تعريف احترام الذات من وجهة نظره ومن وجهة نظرها ،،، نقلة بين الواقع والحلم ،،،، بين الصدق والكذب ،،، بين المثالية والواقعية ،،، إلى أن نصل إلى وفاة والدتها التي شكلت فرقا دراميا تفاچؤنا به نوال السعداوي في نهاية الرواية وكأن وفاة الام وفاة لآخر حلم لفؤادة،،، إلى أن تعود بنا إلى استيقاظ الحلم عندما يصلها خطاب من فريد، الذي كان معتقلا ويخبرها عما حدث له وعن سبب غيابه فيعود الحلم ليضيء وبصيص الأمل في نهاية الرواية ….
رواية مليئة بالاحداث يمثل فيها كل شخص فكرة أو خلقا ما، وتمر نوال السعداوي بمشهد سريع على زوج وزوجه أتيا للتحليل في المعمل ليصر الزوج على أن العقم من زوجته رغم اشاره كل الأطباء إلى أنها سليمة، فيغتاظ من فؤادة لأنها طلبت منه أن يقوم بالتحليل ويغضب من زوجته ويضربها ….
صراعات بين الظلم والحرية، الصدق والكذب، معاناة الناس البسطاء الذين يستسلمون رغما عنهم لواقعهم ومحاولة البعض التخلص من هذا الظلم ….