مَن مِنّا لا يملكُ مَلَكَةَ الإبداع! لا أحد.. فجميعُنا مُبدعون بشكلٍ أو بآخر..
لينا هَبّ الريح وتجربة العِلم والعَمَل الإنساني
بقلم: هبه ملحم*
لَن تعودَ كما كنتَ بعد التجارب التي أنهكت روحَك وجسدَك، لأنّك سنولّدُ من جديد: قَدَراً حظّاً وإنساناً أكثرَ نُضجاً..
رغم كل الصعاب التي واجهَتها؛ إلا أنها لم تتردد في العودة إلى مقاعد الدراسة في سنٍ متأخرة والحصول على شهادة الثانوية العامة ومن ثم البكالوريوس، والالتحاق بعمادة الدراسات العليا والبحث العلمي التابعة لجامعة القدس المفتوحة في برنامج الإدارة والسياسات العامة. تؤمن لينا هب الريح من مدينة جنين بأنّ كل الذي كنتَ تظنه سوء حظ؛ تجد في النهاية أنه كان حصانتك من الوقوع في الكثير.. خيرة الله مُبهرة”.
إلى جانب عملها في المؤسسة الحكومية؛ تحرص لينا دائماً على المساهمة في إحداث تغيير فعلي في المجتمع، من خلال تخصيص جزءٍ كبيرٍ من وقتها وجهدها للعمل الإنساني والخيري، فأسست أعمالها الخيرية نتيجة لرؤيتها الخاصة للحرمان والفقر والمرض الذين يعاني منهم الناس في المجتمع الفلسطيني. وبفضل جهودها وإصرارها الذي لا يلين، تمكنت من إيصال المساعدات اللازمة لعدد كبير من الأطفال والأسر الفقيرة، وقد أنقذت حياة العديد من المرضى الذين كانوا بحاجة إلى المساعدة الطبية. وبشكل متزايد، بدأت بتوسيع نطاق تأثيرها في المجتمع المحلي، حيث أسست مشروعات إنسانية تهدف إلى توفير الدعم المالي والمعنوي للأطفال المحتاجين في المدارس والجوار، وقامت بتقديم النصح والإرشاد للنساء اللواتي يواجهن صعوبات في الحياة.
يُمكنُ ملاحظة قدرة النساء على التفكير خارج الصندوق والمساهمة في معالجة الخلل في المجتمعات وهو أمرٌ كبير وقضية ملفتة. فلم يتمنَ الكثيرون لطويل الزمن أن يكون لدى المرأة مكانةً عظيمة في المجتمعات ولكن الأمور بدأت تتغير شيئاً فشيء.
هنا ترى هب الريح بأنّ التفكير خارج الصندوق يأتي بشكل طبيعي، فالمرأة تمتلك القدرات الإبداعية والتفكير الجريء مما يمكنها من طرح الأفكار الجديدة والتحلي بالقدرة على الابتكار والتغيير. ولذلك، فإن النساء يحظين بفرص كبيرة للعمل في مجالات متنوعة والمساهمة في تطوير الاقتصاد والمجتمعات، وتتميز النساء عن الرجل في مهارات التفكير الإبداعي والفهم والتعاطف، الذي يمكن استخدامه لتحقيق النجاح والتأثير في الأفراد والمجتمعات، حيث تساهم هذه المهارات في إيجاد الحلول الممكنة والمبتكرة للمشاكل المجتمعية المتعددة والتحديات التي يواجهها الناس بشكل عام.
توجه هب الريح دعوة من أجل تحسين حياة المجتمعات، فعلى المؤسسات الحكومية وأصحاب القرارات الاستفادة من خبرات وأفكار النساء ومساعدتهن في الوصول إلى المراكز العليا في مجالاتهن. كما يجب دعم المنظمات غير الربحية التي تعمل على تمكين النساء وتشجيعهن على التفكير خارج الصندوق ومعالجة الخلل في المجتمعات، الأمر الذي يمكن أن يُحدِثَ فرقاً إيجابياً في الحياة الإنسانية على مستوى العالم. لذلك، يجب على المجتمعات دعم المبادرات الرائدة من قبل النساء وتشجيعهن بكل الوسائل الممكنة لتمكينهن من تحقيق أحلامهن وأهدافهن.
في الوقت الحاضر، تلتزم لينا بتحقيق الإيجابيات في محيطها ومجتمعها عن طريق إلهام الآخرين وتشجيعهم على البحث عن النجاح في حياتهم، إنها تعتقد بعمق أن التعليم هو المفتاح لتحويل الحالات والتجارب الصعبة إلى حياة ناجحة وسعيدة، وأن الرغبة في التعلم والتحدي هي المفتاح لتحقيق الأحلام رغم كل الصعاب، فما كنت تظنه سوء حظ تجد أنه في آخر الأمر كان حصانتك من الوقوع في الكثير، خيرة الله مُبهرة “..
____
*متخصصة في المجال الإعلامي وإعداد الأبحاث ودراسات حقوق الإنسان.