كيف تحدث الفرق؟
سماح عبد الهادي، نابلس – فلسطين
إن الحياة لا تتكون من الصحراء فقط ولا من المحيطات فقط ولا من الغابات فقط ولا من الجليد فقط، ولو حصل وأن تكونت الكرة الأرضية من واحدة فقط منها لما كانت مناسبة للحياة فيها، إن التنوع المناخي والتكويني للأرض هو ما جعلها صالحة للحياة فوقها، وهذا ما يجب أن نستنتجه في اختلاف الناس على سطحها فلا يمكن التشابه بينهم في الأفكار والاراء ووجهات النظر وأسلوب الحياة، إن اختلاف الثقافات كاختلاف المناخ والجغرافيا، يحقق التوازن ويضيف نكهة إضافية للحياة ويعزز التفاعل ويرفد الدنيا بالعطاء والحوار المشترك، ولا يمكنك أن تدعي أنك الوحيد الذي تمتلك الابداع لأنك على تفاعل دائم ومستمر مع الناس في الحياة وإن عطاءهم كعطاء الغيوم والمطر وكعطاء الشمس والغابات والمحيطات والبحار والأنهار، فالناس ما زالوا في تفاعل مستمر وأخذ وعطاء ترى من خلالهم الحياة ملونة بعدة ألوان وتفاصيل لا يمكن للون واحد أن يريك إياها أو يلقي الضوء عليها، إن احترام الآخر هو جزء أساسي من احترام الذات لأنك دون الآخر لا تمتلك رسالة ولا مستقبل وسوف تكون أنت الكوكب الوحيد الذي يدور في الفضاء وهذا غير ممكن، فأنت ترى في الفضاء كواكب ونجوم تحفظ توازن بعضها وتجاذبها ولايمكن لها الاستغناء عن المنظومة كاملة لتحقيق التوازن رغم الاختلاف الحاصل بينها في الشكل والحجم وإمكانية الحياة.
علينا دائما أن نحدث فرقا في هذا العالم بإبداعنا وتميزنا ولا يكون ذلك إلا من خلال التواصل والتفاعل مع الآخرين حولنا والاكتساب من خبراتهم والاستفادة من علومهم واحترام وجودهم.