في قلبي
بقلم احمد عبد الله – نابلس، فلسطين
احمد وفاطمة طالبين في جامعة اليرموك في العاصمة الأردنية عمان وكانا يدرسان اللغة العربية وآدابها لكن أحمد كان يتفوق على فاطمة في إتقانه الشعر، وكان كلما أراد أن يثبت لها ذلك غازلها ببعض ابيات الشعر الأمر الذي جعل علاقتهما تكبر كلما مر يوم وقيل بيتاً من شعر دون أن يشعر بذلك أيٌّ منهما، لكن لحظة غيرة أيقظت خوف أحمد أن يسرق أحدهم حبيبته منه فينطلق لسانه ليصرّح لها حبه في شعر حاكه لها من نبضه . هكذا هو الحب في بداياته جميل وملهوف لكن البعض ينسى أن القدر كلمته في كل حكاية، فعائلة فاطمة التي تسكن في عمّان منذ زمن قررت بشكل مفاجئ أن تعود للعيش في رحاب الوطن فقد مرّ على الغربة ألم، أُصيبت فاطمة بالذهول لم تعرف ماذا تفعل ولاكيف تخبر أحمد لكنه لابد في نهاية المطاف أن يعلم ،حان موعد اللقاء بين العاشقين ملامح فاطمة لم تكن كعادتها لاحظ أحمد الحزن والتوتر البادي على محياها وسألها عن السبب لكنها في البداية صمتت مصدومة لاتدري ماتقول ،أصرّ أحمد عليها وحينها لم تتماسك نفسها واستهلّت حديثها بالدموع وكأنها هي الكلام أو اللغة التي يتحدثان بها في حالة استثنائية، انزعج احمد كثيرا لكن ليس في اليد حيلة فعائلة فاطمة قررت الرحيل لكن ذلك لايقف عائقاً في طريق الحب فأنت عليك الوفاء والله بلطفه وقدرته يهيئ الأسباب لمعاودة اللقاء ،وعلى هذا وعدها أحمد بعد التخرج أن يأتي الضفة يخطبها رسمت فاطمة ابتسامة سرقتها من بين الدموع وكأنها تقول له وانا انتظرك كن صادقا . لم يكن قرار عائلة فاطمة وحده عائقا لكن أمرا آخر كان أعظم حيث اندلعت الانتفاضة الفلسطينية في ذات الوقت وهنا كان للفتاة الفلسطنية دور هام في مقاومة الإحتلال، انضمت فاطمة لأحد الخلايا العسكرية وكان الاختيار أن تكون صاحبة عملية عسكرية في موقع لأحتلال عند غور الأردن إن يلتقيا مع مجموعة عسكرية ستأتي من الاردن للتنفيذ العملية وصلت المجموعتين في الوقت المرسوم لهما واشتبكتا مع القوة الإسرائيلية وقتلا عدد من الجنود و استشهد عدد من الشبان، بقيت فاطمة وشاب خرجا قبل أن تحضر قوات الا سرائلية وأثناء الخروج فوجئا من أعلى الجبل بقوات احتلال تطلق النار اتجاهم اصيب الشاب في صدره سحبتة إلى أسفل الموقع وهي تهيب به رافعة معنوياته أن يتحمل الى أن وصلت به إلى منطقة أحراش لتبدأ علاجه رفعت عن وجهة اللثام حتى ينتفس وهنا تجمدت في مكانها انه احمد!! نظرا في عيون بعض كانت عينا أحمد تهمس لها وعدتك فاوفيت الوعد وها انتي تزفيني إلى الجنة وهي ترد بنفس الهمس والدمع لايا احمد ستعيش لنواصل طرد المحتل نظر إليها النظرة ثم نطق الشهادتين وحلقت روحه عاليا.