بقلم عُلا حسن الكحلوت – غزة
تتنافس الجيوش العربية بين بعضها البعض على المراتب الأولى للجيش الأقوى عربيًا و عالميًا، لذلك تُسخر جزء من ميزانيتها العامة، لتدريب جيوشها، و شراء طائراتها، دباباتها، أسلحتها! دون أن تشارك في أي جولة ميدانية عسكرية لدولة مستضعفة استنجدتهم، دون أن تُوجه جيوشهم و أسلحتهم نحو عدونا و عدوهم على الاقل اعتقدنا بان هناك وحدة للتاريخ و المصير، فلا خير في سلاح و لا جيش لم يُوجه نحو البوصلة الحقيقة للحرية و عدالة المظلومين!
ففي كل مرة، تُصعد الأمور في غزّة، تقف الأخيرة لوحدها، بلا عون ول دعم! مر بتاريخ غزة العديد من المجازر و الجرائم، التي استخلى بها الاحتلال الصهيوني، و أسفر عن شهداء، و جرحى، و تدمير للبنى التحتية!
في عام 2008 واجهت غزة لوحدها عدو مدجج بالسلاح و الطائرات و توغل بري، و استخدام أسلحة محرمة دوليًا لـ21 يوم، دون أي توازي بالقوى العسكرية أصلًا!
تصاعدت الأمور أيضًا في غزة، عام 2012، اغتالوا و قتلوا على مدار ثمانية أيام و انتهى الأمر دون أن تتشابه القوى العسكرية بعد!
عام 2014، تكالب العدو، و دمر و قتل و تفنن في جرائمه دون أي حرمة لشهر رمضان، و استمر في حربه قرابة 51 يومًا!
في هذا العام 2021، ردت غزة و انتصرت على اقتحام الاحتلال الصهيوني باحات المسجد الأقصى و اعتداءاه و تنكيله لاهل حي الشيخ جراح، في ظل غياب واضع لكثير من الدول العربية عن هذا المشهد، لينتقل العدو الجبان من الهجوم على القدس إلى غزة، و يكسر أحلام الأطفال في رسم الفرحة بالعيد!
٤ أيام مرت لحتى هذه اللحظة من كتابة هذا المقال على جرائم عدو مجنون، يصب فشله الذريع في تنفيذ مخططاته على غزة، لتقاوم الأخيرة وحدها و هي محاصرة و على بعد مئات الكيلومترات تدك كيان الاحتلال دكًا! لتفشل الجيوش التي اعتبرناها منا و فينا و صديقة فشلًا ذريعًا
و تنجح المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها في مواجهة عدو لئيم وحدها فقط!