تحرير نسرين خوالد – لندن بريطانيا
قصة حقيقية من بلدة سخنين بالجليل الفلسطيني. تحدثت نسرين لصديق و قال:
في الماضي، ومن مرة لاخرى، كانت امي تدخل المستشفى للعلاج، كنا نتواجد جميعنا الى جانبها ولا نتركها وحيدة، كنا نقبلها، نمسك يدها ونضع يدنا على رأسها، نطعمها ونشربها.
كان وجودنا الى جانب سريرها يخفف عنها ألمها ووجعها، كنا نذكرها بالاحداث المضحكة فتعلو ابتسامتها الجميلة على وجهها، كنا نذكر امامها بعض النكات فتنسى المرض والوجع والألم وتضحك.
اما الان فهي وحيدة حزينة، في غرفة مغلقة واسعة بالمستشفى، لا احد يستطيع زيارتها وان يمسك بيدها ورأسها، لا احد يستطيع ان يضحكها، ولا احد عندها لينسيها المها ووجعها. تتألم وحيدة، وتعاني وحيدة، وتبكي وحيدة، لا نعرف بماذا تفكر والى اين يصل بها التفكير.
ما أصعب ان ان ترى والدتك المسنة مريضة وحيدة ولا تستطيع الوصول اليها, ما اصعب هذه الوحدة في مثل هذه الساعات، ما اصعب ان تقف عاجزا عن مساعدة والدتك، لا حول لك ولا قوة الا الدعاء.
امي حاجة متقدمة في العمر، تعاني من بعض الامراض، امتنعنا عن زيارتها كل الفترة الماضية لكي لا نعرضها للخطر، لكنها، رغم ذلك، اصيبت بالفيروس، وهي الان تحت العلاج في قسم الكورونا في رمبام.
قد تكون قد اصيبت بالفيروس من احد الجيران الذين قاموا بزيارتها واتضح لاحقا انه مصاب بالفيروس، او قد يكون الفيروس انتقل اليها بطريقة اخرى، لكن من الواضح انها لم تتخذ الحيطة والحذر الكافيين.
لكي لا يعاني اباؤكم وامهاتكم المسنين من هذه الوحدة القاتلة، من هذا الألم والوجع، لكي لا تتركوهم حزينين وحيدين في غرفة مغلقة، لكي لا تضاف الى ألمهم ووجعهم وحدة قاتلة، اتخذوا الحذر والحيطة ولا تستهروا بالأمر!