بقلم نبيل شكارنة، نحالين، بيت لحم في فلسطين
نحن الشعب الذي يجلس في المقاهي لساعات يناقش التفاهات و يغتاب هذا و ذاك .. و يشتم الحكومة و الوزراء و المدراء .. و يريد دولة مثل السويد و الدانمارك …
نحن شعب يلعن البلدية التي لا تجمع النفايات التي يرميها هو من نافذة منزله أو من نافذة السيارة .. و يلعن البلدية التي لا تنظف الساحات التي يتبول فيها .. و يلعن البلدية التي لم تغير زجاج حافلة النقل التي كسرها رميا بالحجارة .. و لم تغير مصباح الإنارة الذي كسره طفله و هو يمارس هواية الرماية بالحجارة ..
نحن شعب يلعن غلاء أسعار المواد الغذائية و يتسابق و يتنافس في شراءها و تكديسها .. و يرمي بقايا أطعمته الكثيرة بعد ذلك في القمامة .. نحن من أكثر الشعوب رميا للنفايات المنزلية .
نحن شعب بعد كل مباراة لكرة القدم نكسر كل شيء داخل الملعب وخارجه … الكراسي و المرافق .. و الحافلات التي ستقلنا إلى منازلنا .. و نكسر بعد ذلك عظام بعضنا .. سواء خسر فريقنا أو ربح ثم نفتخر بأوروبا….
نحن شعب عندما تنقلب حافلة محملة بالخضر أو الفواكه … نهتم بحمولة الحافلة و لا نهتم بالسائق .. أجرح المسكين أم مات ..
نحن شعب يلعن المعلمين و الأطباء و المهندسين و الموظفين و التجار و الحرفيين و المقاولين .. مع أن الشعب هو كل هؤلاء ..اذن من يلعن من ….
نحن شعب يريد الزيادة في الأجور و لا يريد الزيادة في الإنتاجية .. يريد المزيد من الحقوق و لا يؤدي القليل من الواجبات..
نحن شعب تجد منا من لا يملك أي شهادة علمية و لا تقنية و لا تجربة و لا خبرة له ومع ذلك يريد عملا مريحا بأجر كبير … و إذا هاجر خارج بلده اشتغل في أي شيء .. البناء و الحفر و جمع النفايات .. و يبيت في العراء و داخل السيارات و في غرف ضيقة .. و إذا عاد إلى وطنه تباهى بسيارته ..
نحن الشعب الذي يخالف قوانين المرور في بلده ويطبقها بحذافيرها في أوروبا و بلاد الغرب …
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..”…