حقيقة السنوات العجاف ومزاعم السنوات الخضر.
تماضر طمبوره، مراسلة مجلة الشأن الفلسطيني – غزة
“السنوات السبع التي أمضتها حماس في احتجاز الجنود هي سبع سنوات كثيرة للغاية، سنبذل قصارى جهدنا لإعادتهم، أعلم أنكم سمعتم الكثير من الوعود وخيبات الأمل على مر السنين – ولكن هذا هو وقتنا الآن “.
هذه كلمة مقتضبة من خطابٍ مليءٍ بالتهديدات القاه رئيس حكومة الاحتلال الجديد نفتالي بينيت خلال حفل تأبين قتلى عملية الجرف الصامد العسكرية في ذكراها السابعة والتي نفذها الاحتلال ضد قطاع غزة عام ٢٠١٤.
سياسة التهديد والوعيد لم تنفك تتوقف منذ تولي قيادة الاحتلال الجديدة زمام الحكم، عقب تشكيل حكومة تغيير للإطاحة بحكومة نتنياهو السابقة (الفاشلة) كما يراها محللون اسرائيليون.
القول والفعل والردع المزعوم…..
لم يكن التهديد القولي الوحيد الذي تنقله حكومة بينيت الجديدة فقد كانت معادلة القصف مقابل البالونات الحارقة حاضرة في غزة بعد استئناف اطلاق البالونات كوسيلة للضغط على كيان الاحتلال الاسبوع الماضي بسبب فشل المفاوضات الرامية الى تثبيت وقف اطلاق النار ورفض الاحتلال تخفيف الحصار عن غزة.
على الجانب الآخر تستمر حماس في غزة بالتلويح والتلميح لفتح قريب وعودة قريبة الى الأرض المحتلة عام ٤٨.
فلم يكن مؤتمر رئيس حماس بغزة يحيى السنوار مع مخاتير ووجهاء القطاع ببعيد حيث أكد فيه على قرب التحرير والنصر والعودة الى الديار المحتلة.
وأردف السنوار كلامه بالقول:” أنا على ثقة أن الكثيرين منكم (الوجهاء) ممن بلغ من العمر عتيا ستدب فيهم يوم الزحف الأعظم روح الشباب وسيتسابقون على الكلاشينكوف ويصارعون الشباب، ونحن على موعد قريب للصلاة في المسجد الأقصى محررا معززا.
الحالة المتضادة إذًا تكشف مدى حقيقة السنين السبع التي احتفظت فيها المقاومة بالجنود المختطفين لديها وكذلك زيف السنين الخضر المرتقبة والتي يصورها بينيت لقومه على أنها وردية ومليئة بالأمان والردع والقضاء على المقاومة التي تُثبت له يوما بعد يوم عكس ما يدّعي.
تحذيراتٌ كثيرة تضمنت كلمة بينيت اليوم، كانت إحداها ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية أنه أعلن عن سياسة جديدة ضد قطاع غزة بقوله: إنه في قطاع غزة سيتعين عليهم التعود على مبادرات عملياتية أخرى من منطلق الحزم، لقد نفد صبرنا، سكان سديروت ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، على أعداءنا أن يعرفوا القواعد الجديدة: لن نتسامح مع تنقيط الصواريخ – كما أننا سنفعل كل ما في وسعنا لإعادة الأسرى إلى “الوطن” (دولة الاحتلال).
حروبٌ مضت لم تكن آخرها سيف القدس أو كما أسماها الاحتلال حارس الأسوار، وحروبٌ ستندلع مستقبلا قد نكون قريبين من احداها في ظل وقف اطلاق النار الهش الذي أعقب الحرب الأخيرة في مايو أيار المنصرم.
واقعُ غزة ومستقبلها لا يمكن التنبؤ به، فأمر الحرب والسلم لا يمكن ايعازه الا للميدان الواقع على صفيح من نار، فهل نحن على أعتاب حارس الأسوار ٢؟!