حدثني الظلام
فقال إنه من أُمتي منهكُ
متعبٌ, مذعورٌ يتخبطُ.
قال الظلام: ” اتيتكم سيداً قوياً مهاباً
لأبقى هنا فوق صدوركم أربضُ!”
قال الظلام:” في كل يوم اريد
ان ادخلَ بيوتَكم ,
قلوبَكم , افكارَكم ,
لكنني مستاء!
إذ كلُّما زاد ظلامي حُلكةً
ارى نوراَ في عيونكم يمزقني.
زغاريدُ ثَكْلاكُم ,
عندما تصدح فوق الدموع, تُبدِّدُني
والايمان في قلوبكم يَدْحَرُني…
قيل لي منذ قرون, ق
إن الصبحَ يوما ما
من جباهكم سيبزغُ …
مُرتعِدٌ انا منكم , وقلقُ,
لكنني لا اريد ان أُصدِّقَ انكم
بكل جبروتي كفرتم.
فقد اقسمت بالنار و الدخان ان ابقى هنا
إما انا واما انتم!! “
الصبر, الصبر فيكم , يُنهكني يُقوّضُني,
يأكل ساعاتي فلا اغفو , ولا انام…
حدَّثني الظلام راثياً لحاله:
“في كل ارض حكمتُ,
ولي في كلِّ تاريخٍ صفحاتٌ ملحميةٌ سوداءُ
لكنكم في هذه البلادِ, ايها الفلسطينيون
في كل وقتٍ مني تسخرون,
من الرماد تُبعثون,
وترفضون ان اكون.
وكأنكم لا تدركون,
عظائِمَ سُلطاني ولا تلتفتون.
الموت انا , الموت انــــا !
لكنكم عليّ في كل مرة
بالموت تحكمون !!!”