ثلاثة و سبعين عاماً و”النكبة” مستمرة
بقلم سالي علاوي
تحل على الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة وما زال يعيش نتائجها المؤلمة منذ أن حلّت عام 1948، وفي هذا اليوم التاريخي تحيي الجماهير الفلسطينيّة في كل مكان، مستذكر ما نتج عنها من واقع عنوانه الشتات والتشرد والمعاناة المتواصلة، مُؤكد أنّه وبالرغم من مرور سبعة عقود وأعوام ثلاثة على النكبة، إلّا أنّ الشعب الفلسطيني بكل فئاته نهض من بين الرماد وواجه بإرادة فلسطينية صلبة المؤامرة واهدافها وأكَّد على حقيقة واحدة وهي تمسكه بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948، وها هي الأجيال المتعاقبة مسلحة بالإرادة الصلبة وبالإيمان الراسخ بعدالة هذا الحقوق مؤمنة بالاستعداد المطلق للتضحية والعطاء والفداء من أجل تحقيقه.
تمر هذه الذكرى الأليمة ونحن لا زلنا نواجه الاحتلال الصهيوني بكافة أشكاله العسكريّة والاستيطانيّة، وفي ظل استمرار حكومة الاحتلال حربها المسعورة التي تشنها ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاماً، باستخدام أعتى الأسلحة الفتاكة والطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، والتي أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 140 فلسطينياً، وتدمير البينة التحتية والمحلات التجارية والأبراج السكنية، ليضاف سجلاً جديداً في سجلاتها الدموية الحافلة بجرائمها على مدار سبعة عقود.
اليوم الشعب الفلسطيني من خلال انتفاضته وهبته في كل ارجاء وطنه فلسطين يعيد التأكيد من جديد على هذه الحقوق الثابتة، ويؤكد رفضه لإجراءات الكيان الصهيوني وللمواقف الأمريكية المنحازة لصالح إستمرار الإحتلال الصهيوني لأرضه، بمختلف وسائل الكفاح والتعبير، ويقف مع الشعب الفلسطيني كافة الدول الشقيقة والصديقة وأنصار السلام والحرية في كافة المجتمعات في العالم التي رفضت الظلم ورفضت الكارثة النكبة ونتائجها وترفض وتدين العدوان القائم و المستمر وتسعى الى وقفه و إزالة آثاره عن الشعب الفلسطيني و دعمها له حتى يتمكن من تحقيق عودته وتقرير مصيره وبناء دولته.
لقد أسمع الفلسطينيون العالم على مدى ثلاثة وسبعين عاماً حقيقة نكبتهم وزيف الرواية الصهيونية الأمريكية وكشفوا زيف إدعاءاتهم بما لا يدع مجالاً للشك أن كيان الإستيطان يتجه بهذه السياسات والممارسات إلى إستمرار إحتلاله وتهديد الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وأن الذي يشجعه على ذلك هو إنحياز الولايات المتحدة لصالحه في مواجهة الشعب الفلسطيني والقانون والشرعية الدولية، كل هذا لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة تسطير اسمى آيات الكفاح والمقاومة والصمود حتى يحقق أهدافه ويستعيد حقوقه كاملة غير منقوصة.