ثقافة الاستماع، سماح عبد الهادي – نابلس، فلسطين
الاستماع من الثقافات المهمة والضرورية لعدة أسباب أهمها قدرتك على اكتساب مهارة جديدة وعلم جديد ومعلومة جديدة من محدثك، إضافة لكسب علاقات اجتماعية كثيرة، فالناس تحب بطبيعتها أن تتكلم عن نفسها، وكما يقال تحدث عن نفسك سيسمعونك وتحدث عنهم سيحبونك، فمن السهل كثيرا أن تتحدث عن انجازاتك وحياتك وأسلوب معيشتك وخبراتك لكنك إذا كنت تسعى لكسب الطرف الذي يحدثك عليك بالحديث عنه والاستماع إليه خلال المحادثة التي تتم بينكما، إن الأمر يحتاج إلى تدريب والاستماع فن من الفنون التي عليك تعلمها بالممارسة والتطبيق العملي على أرض الواقع حتى تكسب الناس وتكسب المعارف.
سيكون في ذهنك سؤال أنا أعرفه، هل من حقي الحديث أنا أيضا؟؟؟ وهل يجب علي الاستماع دائما؟؟؟ فأنا بشر ومن حقي أن أتكلم عن نفسي وحياتي وأبوح بما في داخلي، وأستطيع أن أجيبك أن هذا صحيح فعلا، والاختلاف في الطريقة والأسلوب وعلينا دائما البعد عن كلمة أنا فعلت وأنا قمت وأنا أنجزت واستبدالها بكلمات لدي تجربة مماثلة يمكنك الاستفادة منها، وأستطيع أن أخبرك بما حصل معي حتى أؤكد على كلامك، أو كلامك صحيح والدليل حصل معي كذا وكذا وأدعمك في موقفك، إن استبدال العبارات أمر ضروري ليفهمك الآخرون ويحبونك ويرغبون الحديث معك دائما فثقافة الاستماع المتبوعة بالكلام الإيجابي الداعم لمن أمامك فيها كثير من الفائدة للطرفين معا أو لعدة أطراف إن كانت المحادثة جماعية.
إن اللغة والتواصل والتفاهم عوامل مهمة في علاقات الناس ببعضها وهي التي تحدد مستقبل العلاقات فإن تمت على أكمل وجه سوف ترفد العلاقات بالمحبة والتطور والاهتمام والإيجابية والفائدة للجميع.