اوراق الشتاء – بقلم رانيا ابو حمدية
حين تدق اجراس المنبه في تمام الساعه الثالثه صباحا تبدا اقدام العامل الفلسطيني رحلتها نحو البحث عن لقمة العيش، رحلة بدايتها عدة طرق وفي المنتصف حكاية الرزق، اما النهايه فهي مفتوحة ومتعدده الاحداث
اما الجانب الاخر لهذا العامل فهو العامل الذي لا يملك تصريح دخول عبر هذه المعابر،فرحتله مختلفه تماما عن الاول، تقوده اقدامه الى الجبال لساعات طويله وسط الظلام احيانا وبين اشعة الشمس الحارقه احيانا اخرى متجها نحو فتحات في الجدار الفصل العنصري حيث يجد طريقه نحو رزقه داخل الاراضي المحتله عام 1948 ،لكن ليست بهذه السهوله فهناك كان ينتظره جندي اسرائيلي برصاص بندقيته وقنابله القاتله، اما ان يصاب اويجد نفسه مطاردا بين الجبال والسهول، رحلة طويله تحمل في ثناياها الالم ومخاطر كثيره يحملها العامل الفلسطيني على كاهله المثقل بالهموم، وان استطاع ان يجد طريقه بالوصول سالما فهناك رحلة اخرى تنتظره، اماكن المبيت بيت مطرقة الاحتلال وشرطته وبيت احوال المسكن وماساته القاتله فاما ان يجد نفسه بين الا شجار ملقى بغطاء لايكاد يحميه من البرد القارس اوبين ادوات العمل في احدى الورش اوحتى في سكن لايصلح للعيش الادمي، هذا كله كان في الاوضاع الطبيعيه ،اما مع دخول جائحة كورونا فقد زاد الامر اكثر تعقيدا وخطورة على العامل ليضاف لماساته واحده اخرى حيث اثقلت همة هذا العامل واتعبته في رحلة البحث عن لقمة عيشه انه مرض الكورونا
تتجه اقدام هذا العامل الفلسطيني نحو احدى المعابر والحواجز التي اقامتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي خصيصا لهم ،ليمكث ساعات طويله في طابور وسط الالاف ،ليقف عبر بوابات الكترونيه وداخل اقفاص حديدة منتظرا دوره في في المرور، حاملا معه تصريح عانى من اجل الحصول عليه لدخول لاراضيه التي احتلتها اسرائيل عام 1948
في ظل جائحة كورونا التي عصفت بالعالم اجمع، اصبح العامل الفلسطيني بين فكي هذه المطرقه (كورونا) فقد اصبح احدى الاسباب الرئيسيه لانتشار هذا الفيروس في فلسطين في منظور البعض ،فوجود العامل الفلسطيني داخل االاراضي المحتله عام 1948 اصبح مصدرلانتشار الوباء نظرا لانتشار المرض في انخاء البلاد وبين الاحياء اليهوديه بشكل كبير
فهنا في الضفه الغربيه اصبحت اصابع الاتهام تتجه نحوه، فاصبح يواجه انتقادات باكملها تلقي اللوم عليه بعد تسجيل حالات اصابه بهذا الفيروس في صفوف العمال العائدين من العمل داخل اراضي 48، ومن جهة اخرى الاحتلال الاسرائيلي الذي لم يهتم لامره واخذ يزج به في اماكن انتشار الوباء دون تقديم اي من وسائل الوقايه والحمايه له غير مكترث لحياته وسلامته، فتعالت الاصوات التي تنادي ببقاءه في منزله وعدم ذهابه للعمل حفاظا على سلامته وسلامة اهله ووطنه، لكن العامل الفلسطيني اخذ يصرخ باعلى صوته مناديا العالم اجمع من يطعم ابنائي، هذه الكلمة التي جعلته يبكي حرقة والما وقهرا.
يتبع
اوراق الشتاء سيتحول الى فيلم وثائقي يجسد هذه المعاناه للعامل الفلسطيني بكل تفاصيلها قريبا. اوراق الشتاء فكرة سيناريو وحوار رانيا ابو حمديه مديرة جمعية ياسمين لثقافه والفنون مخرجه وكاتبه فلسطينه من رام الله