الصحة و الغذاء و البيئة, مراجعات لكتب و قضايا اجتماعية, مقالات

اهمية العلاج النفسي بواسطة الفنون.

ميمونة هيبي, معالجة نفسية بواسطة الفنون وباحثة في جامعة حيفا بنفس المجال.

في بحث الدكتوراة تتطرق الى مرض السرطان وبالتحديد سرطان الثدي ودور المعالجة العاطفية عن طريق الفنون في تحسين جودة الحياة وتقليل درجة الأوجاع، الإكتئاب والإرهاق.

العلاج النفسي عن طريق الفنون هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يستخدم الفن التشكيلي-البصري (الرسم، النحت، الكولاج، إلخ) كوسيلة للتعبير والتواصل، في إطار علاقة آمنة وداعمة داخل بيئة علاجية. دراسات عديدة تثبت أن التدخلات التي تهدف إلى الاحتواء النفسي والتعبير عن المشاعر لها علاقة قوية بعدة مؤشرات فيزيولوجية تابعة لجهاز المناعة وبالتالي بالمساعدة بمحاربة أمراض عديدة.

تعرّف المشاعر على أنها تجربة شخصية تؤثر على طريقة تفكيرنا، سلوكنا وكذلك على أجسامنا. لا يوجد هناك تعريف مطلق للشعور، احياناً تعريفنا لمشاعر جسمانية يمكننا من توقع وفهم الشعور المناسب لحالة معينة وفقاً للتجارب التي مررنا بها في السابق. التعريف المختلف للمشاعر قد يتأثر من ثقافاتنا الاجتماعية والعائلية.

وفقاً للمراجع الأكاديمية ووفقا لبحثنا، هناك ثلاثة أنواع من المعالجة العاطفية; الوعي للمشاعر وإدراكها، تقبّل المشاعر والتعبير عن المشاعر وإظهارها. أظهرت الدراسات وجود صلة بين انخفاض القدرة على المعالجة العاطفية وخطر الإصابة بأعراض جسدية (ألم، قلة النوم الصحي والتعب) ونفسية (إكتئاب، التوتر والشعور بالإجهاد – ضغط). من خلال التعبير عن المحتوى المخفي تكمن القدرة على تعزيز الوعي العاطفي, زيادة القدرة على تنظيم مشاعرنا وتوسيع خبرتنا وقدرتنا على التأقلم بظروف ومواقف مختلفة.

الهدف من هذا المشروع فهم الآليات التي يتم من خلالها اكتساب آثار العلاج العاطفي واثبات نجاعته وتأثيره على الجانب الجسدي والنفسي للمريضات سرطان الثدي: خلال البحث يتم تعيين النساء بشكل للمجموعات الإبداعية. يتم تمرير المجموعات مرة كل أسبوع لمدة ثمانية أسابيع. في مجرى البحث، يتم إعطاء عينات من الدم لقياس بروتينات الجهازالمناعي, فحص تخطيط القلب وأيضا ملء استبيانات.

تصارع العديد من المصابات بمرض سرطان الثدي أمور إضافية غير المرض مثل الإكتئاب، الألم والتعب وجميعها تؤثر على مستوى جودة الحياة. هذه الأمور يصعب علاجها وهي وترتبط بضعف الإلتزام بالعلاجات السرطانية، تأخير العودة إلى العمل، استخدام رعاية صحية اكثر، تكاليف، والعلاج في المستشفيات. تعاني حوالي ثلث النساء المصابات بسرطان الثدي من أعراض الاكتئاب والألم والإرهاق، وهذه الأمور جميعها ليست معيارية وصعبة العلاج. البحث يسعى لإتاحة الفرصة للنساء المصابات بسرطان الثدي لخوض تجربة علاجية وبطرق تعبير متنوعة مثل الفنون من شأنها تعزيز الحالة النفسية وبالتالي الفيزيولوجية وانعكاسها على المرض. حيث تُظهر الدراسات فعالية ونجاعة العلاج بالفنون التشكيلية في الحد من الأعراض النفسية والجسدية التي تصاحب مرضى سرطان الثدي أثناء العلاج والشفاء. تم توثيق العلاج النفسي بواسطة الفنون مع حالات السرطان كأداة للتخفيف من الأعراض النفسية والحد من الشكاوى الجسدية. وأظهرت إفادات المصابات بسرطان الثدي أن استعمال الفن زاد من إمكانية الوصول إلى المحتوى العاطفي وتعبيره. العلاج بواسطة الفنون يمكنه ان يتشكل في إطار جماعي أو فردي. سيرورة العلاج داخل مجموعة يسمح للنساء المتعالجات بالتعبير عن أنفسهم، للإصغاء، والاستماع لتجارب المريضات الأخريات والتعرف على أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة السرطان.

من خلال هذا البحث أيضا, نريد ان نتعلم أكثر عن دور المشاعر في التقليل من الضائقة النفسية والجسدية عند مريضات ومتعافيات سرطان الثدي من مجتمعات مختلفة, وللمساهمة في فهم أعمق للاختلافات في أساليب التأقلم والتكيف النفسي عند نساء من قطاعات مختلفة. لأن العلاج بالفن يوفر فرصة للتعبير غير المباشر، قد يكون ناجعاً بشكل خاص مع الأفراد من الثقافات العرقية التقليدية المحافظة والجماعية. حيث يمكن للعلاج النفسي بواسطة الفنون ان يوفر بديل للعلاج النفسي اللفظي الذي بدوره قد لا يكون مناسبا لمجتمعات معينة.

نطمح بإثبات المزيد من الأدلة العلمية التي تعزز تطبيق هذا النوع من العلاج، والتي سوف تترجم في المستقبل إلى خطة وسيرورة علاج تتبع في المستشفيات لتدعم رؤيا تفيد بأن التدخل العلاجي في الدعم النفسي والعاطفي لا يقل أهمية عن الدواء ونجاعته. ومن خلالها المريضة سوف تتلقى العلاج الطبي السريري بالإضافة إلى الالتزام بإرفاق العلاج والدعم النفسي وفقا لشخصية وثقافة كل مريضة.
نسعى لضم عدد اكبر من النساء العربيات للاشتراك في هذا البحث وإتاحة الفرصة لهن لخوض هذه التجربة الإبداعية.
يمكن التواصل مع طاقم البحث عن طريق بريدنا الإلكتروني: repat.haifa@gmail.com

البحث مموّل من قبل منظمة الصحة الأمريكية وهو يدار من قبل الدكتورة جوانا شمانسكي٠ه كوهين من جامعة حيفا والدكتورة كارين وايز من جامعة أريزونا.
مصدر علمي:


Czamanski-Cohen, J., Wiley, J. F., Sela, N., Caspi, O., & Weihs, K. (2019). The role of emotional processing in art therapy (REPAT) for breast cancer patients. Journal of Psychosocial Oncology, 0(0), 1–13. https://doi.org/10.1080/07347332.2019.1590491

This study is supported by The National Institute of Nursing Research of the National Institutes of Health under award number R01NR017186. The content is solely the responsibility of the investigators and does not necessarily represent the official views of the National Institutes of Health.