بقلم الدكتورة حنين قرعاوي، دكتوراة بالعلوم السياسية
ما يحدث ألان خلف الشاشات بات صعب الفهم للبعض ومجرد كتاب مفتوح لكل واع في هذا الزمان, فعندما يصبح الحليم حيران سينار درب المبصرين بنور لا يرام ليقروا بصوت عال للعوام مانقش خلف أحرف النظام فما يحدث ألان ليس بالجديد فالعاقل المبصر بات يعلم إن أمريكا أطلت بمسرحيه جديدة على ارض المشرق الكبير بأكثر من عشرة ادوار, بدأت بالحرب على الإرهاب وسلاح الدمار الشامل المزعوم على أهل العراق وانتقلت بعدها نحو الوباء من جنون البقر والسارس واخيرا كوفيد 19 ومسرحيه العهد الجديد, إلى فرض الموت باسم الموت فرضا على رقاب العالم وبات الهدف منه تحقيق رقم معين لأرباح الدول الراسماليه, حيث انه عندما وصل الرقم إلى النسبة المطلوبة رفعت القيود وبشكل مفاجئ, وأصبح هذا الوباء الذي كان يهدد العالم مجرد نزلت برد عاديه.
واليوم بدا العرض المسرحي الجديد باسم الحرب بين الجيران فوزعت الأدوار على المسرح الأمريكي وأخذت أمريكا دور المحذر ودور الإمام, وانطلق السياسيون يهتفون دقت ساعة الحسم وبدا العد التنازلي الآن ,لكن في الواقع هي حرب إعادة تغير في موازين القوى وتشكيل عالم جديد, حيث لا يوجد صداقات في عالم السياسة فقط مصالح تتقلب وفق المستجدات.
وفي عام 2014 وقع ما يعرف في الثورة الاوكرانيه أو ثورة الكرامة بعد انتهاء سلسله من الإحداث بين المتظاهرين وشرطة مكافحه الشغب في قلب العاصمة كييف أدى إلى طرد رئيسها السابق “فيكتور يانوكوفيتش”حيث اسقط النظام الذي جعل من اوكرانيا تابعه لروسيا بشكل مطلق, كان سبب هذه الثورة حمله إعلاميه غربيه بقياده أمريكا ووجهة للاكرانين تحت بند “استعادة الكرامة “والانتهاء من التبعية الروسية,فقد علم الروس ان الأمريكان والاوروبين كان المسئول الأول عن خلع النظام التابع لها في كييف وإسقاط النفوذ الروسي هناك ,واعتبرت روسيا في ذلك الوقت ان إسقاط النظام التابع لها هو “انقلاب غير شرعي” و لم تعترف في الحكومة المؤقتة التي دعمها وساعدها جيش الناتو السري في ذلك الوقت, فقامت مظاهرات حاشده مواليه لروسيا وضد الثورة لكن تحت الغطاء الأمريكي في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد, وانتهت باستحواذ روسيا على شبه جزيرة القرم.
إلا إن أوكرانيا سقطت في يد الغربيين ومن خلفهم أمريكا وقامت انتخابات فاز فيها “زيلنسكي” بناءا على انتخابات 2014 وتم إعادة تعديل على الدستور الاوكراني. وبهذا وصغت أمريكا الخناق على روسيا وحققت من خلال هذه الثورة ثلاثة أهداف مهمة بالنسبة لها أولا: عزل اوكرانيا عن النفوذ الروسي, الثاني: تحويلها إلى منطقه أوروبيه تابعه لها, أما الثالث والأكثر أهميه تحريض الروس لاقتحامها عسكريا والحصول على الشرعية الدولية لفرض العقوبات على روسيا مما يضعفها اقتصاديا لوجستيا وعسكريا.
في ذلك الوقت من عام 2014كان الديمقراطيين “هم من يحكم امريكا كما اليوم ولوحظ علنا إعطاء الضوء الأخضر للروس لدخول شبه جزيرة القرم وعلى نفس الأسلوب عزف الإعلام على نظام العقوبات والرد الحاسم, وما هي إلا أشهر وفتحت منافذ العبور إلى شبه جزيرة القرم التي كانت الحل الوحيد للروس من اجل الدفاع عن أمنهم القومي THEORY OF INTERNATIONAL RELATION” -KENNTH WALTZ REALISM –DEFENSIVE “بالرغم من علمهم المسبق ان احتلالها سوف يخدم القوه الغربية وسوف يعطها الاذونات لفرض العقوبات ولكن مصلحة الروس فيها كانت كبيره ولا مفر من هذه المصيدة الامريكيه, لكن أمريكا لم تدرك وقتها إن الصين كانت تجهز لحليف لتحكم العالم وان هذا الحليف سوف يكون روسيا.
تلعب امريكا دوما دور المراقب عن بعد ولا تتدخل إلا في اللحظات الاخيره عند جمع الغنائم, ففي الحرب العالمية الأولى دخلت قبل أشهر من نهاية الحرب, و في الحرب العالمية الثانية خرجت بريطانيا منهكة من الحرب وسلمت امريكا قيادة العالم بعد ان تخلصت من ديونها باسم الحرب ونما اقتصادها بقوه جنونية من الاتفاقيات المبرمة ما بعد الحرب وخصوصا البترو دولار, أي ان امريكا تهدف لإقامة الحروب ولكن من المقاعد الخلفية لكسب الغنائم, لذلك تهدف إلى جر روسيا لحرب إقليميه حيث ان امريكا دائما تهدف إلى الاستفادة من الحروب لكسب الغنائم التي تحفظ بقائها, فمثلا بعد الانسحاب الامريكي من أفغانستان تركت خلفها “حركة طالبان لتكون الجدار القوي أمام الروس حيث أنها تعلم انه عملية دخول الروس إلى أفغانستان هو بمثابة الجحيم لهم في ظل وجود حركة طالبان.
لكن ألان بدأت القوه الروسية الصينية تكبر مما يهدد الأمن الغربي فلجا الغرب بقيادة أمريكا الى اتباع سياسة ماكرة و جديدة يره تهدف إلى جر الروس الر الحرب وذلك بطريقة الاستفزاز عن طريق نشر جيش النيتو علر الحدود الروسية مما يهدد امن روسيا القومي, وفي الوقت نفسه ضغطت على اوكرانيا للدخول تحت مظلة الناتو و بحجة حمايتها من الروس وهو ما سيجبر روسيا على التحرك الفوري لحماية أمنها القومي ,وهناك لم يبقى امام الروس غير ضم اكرانيا نحو الاتحاد الروسي وبهذا تربح امريكا عدت نقاط رئيسيه أهمها:
اولا: جر روسيا نحو الحرب, ثانيا: جعلهم تهديد على رقاب الاوروبين اللذين باتوا يخرجون عن سيطرت الامريكان ثالثا: جعل الدول الاوروبيه تحت تهديد يدفعهم نحو امريكا, رابعا: محاولة إغراق الدول الاوروبيه في حرب طويلة ضد الروس وذلك من خلال الدعم لمالي بالاسلحه والمعدات ولعبة الحرب بالوكالة, أما الخامسة توليد حرب عالميه ثالثه تكون امريكا الطرف الغير مباشر فيها, وتدخل الاوروبين مع العرب بحرب ضد روسيا والصين ,وتكون فيها امريكا الرابح الأكبر عن طريق إنهاك وإضعاف كافة القوى وتسيدها مره أخرى وجديدة على العالم.
اما بالنسبة لأوروبا فهي لا تثق في امريكا بالمرة ولكن في نفس الوقت لا تستطيع ان تخرج عن إرادتها فقد طلبت أوروبا مرارا من امريكا طرق صناعة السلاح المتطور ولكن دائما امريكا كانت ترفض خوفا من ان تصبح أوروبا قوى عظمى تهدد وجود امريكا, أخيرا ساهمت هذه ألازمه التي افتعلتها امريكا في زيادة أسعار الغاز, القمح والعديد من السلع الرئيسية التي ستحقق منها قريبا مليارات الدولارات.
أخيرا من الواضع وحسب التاريخ الامريكي في قيادة” الحروب في الوكالة “لجمع والحفاظ على مصالحها وبقائها في موقع السيادة على جميع الاصعده يجعل من امريكا الداعم الأول لإدخال روسيا في حرب تستنزف طاقتها ويكون كبش الفدى هنا اوكرانيا ,فألازمه الحقييقه هنا ليست بين روسا واكرانيا لكن في الواقع هي بين روسيا وامريكا “قائد وداعم حلف الناتو “صراع على السيطرة والسيادة.