عُلا حسن الكحلوت، غزّة – فلسطين
أصبحت الهجرة من أسوار هذه البقعة الجغرافية الصغيرة حجمًا و الكبيرة كثافة سكانية حلمًا تحقق لمعظم الشباب هُنا في قطاع غزة التي تبلغ مساحتها 365 كم مربع و إجمالي كثافة السكان بها 5,453 فردًا لكل كم حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2019.
يُعرف المجتمع الفلسطيني بأنه مجتمع فتي، حيث تبلغ نسبة الشباب في غزة، 22٪ لعام 2020.
و لا شك أن الشباب المتعلمون هم عصب الحياة لهذه المدينة، حيث يبلغ عدد المتخرجين سنويًا 130 شاب لكل ألف لعام 2019، و لكنهم يرون أن سعيهم لتحقيق الأهداف و الطموحات و الأحلام سرعان ما تنتهي داخل غزة.
و حتى الشباب المقبلين على المرحلة الجامعية، يحلموا بالهجرة بسبب ضبابية الحاضر و المستقبل هُنا وعدم وضوحها، و مدى قساوة الماضي كان عليهم.
حيث شن الاحتلال الإسرائيلي على هذه المدينة أكثر من عدوان شرس، مخلفًا شهداء و جرحى و منازل وأماكن رزق مُهدمة، هذا غير الضغط النفسي الذي خلقه في الغزيين.
كما أنه فرض حصارًا خانقًا عليها منذ عام 2007 لحتى الآن، ناهيك عن الانقسام الفلسطيني و المناكفات السياسية و الأوضاع الاقتصادية الصعبة من تأخير في تسليم رواتب الموظفين و خصم نسبة منه، و ارتفاع نسبة البطالة بصورة تستدعي القلق.
و من جانب آخر؛ رفض شباب آخرون الهجرة من غزة، لأنهم يرون أن ترك غزة هو ترك لنعيم الأهل و لمة الأحبة، و المجازفة في بحر الغربة، ما زال بعضهم يتمسك ببصيص أمل ينقذهم و ينقذ مستقبلهم الضائع .