تقرير رئيس التحرير، كايد عمر غياظة، لندن
نطل عليكم اليوم بقصة نجاح جديدة، و قصة كفاح و مثابرة و تحدي للصعاب و الفوز على الحواجز و الوصول إلى قمة الإنجازات.
ضيفتنا اليوم، هي اسيل ارزيقات، من بلدة تفوح قضاء محافظة الخليل في فلسطين. ولد اسيل بمخاض صعب رمز لثورة طفل فلسطيني، و جاء الخطء الطبي ليغير حياتها بشكل دائم، فهي مولودة بالشهر السابع و قبل موعدها، و بسبب الخطء الطبي و زيادة الأكسجين أدى ذلك إلى فقدها لبصرها بشكل كامل و دائم.
لم تستسلم اسيل و لا والديها، فقررو ان يتحدو الاعاقة، و أن لا تكون الرؤية حاجزا أمام الأمومة و الطفولة و ريعان الشباب الفلسطيني المثابر و المقاوم لكل صعوبات الحياة
تعلمت اسيل في مدرسة خاصة بالاكفاء في مدينة بيت جالا في محافظة بيت لحم. و استخدمت وسائل التعليم المتاحة و قاومت. للعلم هناك نقص شديد في الإمكانيات و الوسائل التعليمية و الميزانيات و فرص الإبداع و الى ما شابه في فلسطين و ذلك لخدمة ذوي الحاجات الخاصة.
و زادت معاناة اسيل بعد الانتقال إلى المدارس الحكومية و التي تعاني من نقص الميزانيات و الموارد و التكنولوجيا الخاصة بمساعدة الطلبة المحتاجين.
و لكن بالرغم من ذلك درست اسيل و اجتهدت و ثابرت الى ان تخرجت من المرحلة الثانوية العامة بنجاح مشرف و إنجاز رائع يشهد له الجميع و بنعدل 96% في الفرع الأدبي. وهي قالت ذلك عام إلى دعم الأهل و وقبلهم لها و لوضعها و دعمها و تشجيعها على الإنجاز
التحقت اسيل بجامعة الخليل و هي الآن طالبة في السنة الرابعة و تدرس اللغة الانجليزية و ادابها. و من المنتظر أن تتخرج في العام الدراسي القادم. و تقول آسيل انه حتى الجامعات الفلسطينية تبقى بحاجة إلى التطوير و أن توفر الأنظمة و المصادر الخاصة بالطلبة الأكفاء و خاصة الكتب المكتوبة بنظام بريل و الوسائل الصوتية التي تسهل على الطالب الدراسة. و من الوسائل التكنولوجيا التي تعمل مع نظام الميكروسوفت و التطبيقات المرتبطة بالأرواح التقنية و أنظمة الاندرويد و الايفون المرتبطة بالأجهزة الخلوية الذكية. وهناك حاجة لدعم البحث العلمي و كيفية تطوير وسائل التواصل ما بين الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة و الجامعة من تسجيل المحاضرات و تسهيلات جلسات الامتحانات و الخ.
عندما تحدثنا مع اسيل، قالت انه الأشخاص الأكفاء هم مثل الأشخاص العاديين المبصريين و لهم نفس الاحتياجات و عليهم نفس الواجبات و المسؤوليات ايضا. و نتأمل ان يستمر التقدم لتقبل المجتمع للانسان المعاق و أن يتم تشجيعه للتحصيل و الإنجاز. الإنسان الكفيف يمارس حياته الطبيعية و له هوايات من سباحة و فن و غناء و عزف موسيقي و تعليم و يريد مهنة و عائلة و اطفال و كل شيء.
و توجه اسيل رسالة لكافة الأطفال و الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة بأنه يثقوا بقدراتهم و أن يجتهدو و أن يستمرو بالعمل و أن لا يسمحو لشيء بالوقوف أمامهم و أن لا يستمعو الى الجهلاء أو من يحاول ان يحبط عزيمتهم لانه ربنا اعطانى قدرات هائلة في امور كثيرة مقابل الاعاقة.
اقرت اسيل بصعوبة الحصول على وظائف و لكنها لم تفقد الأمل بالحصول على عمل بعد التخرج. و تقول بأنه معظم الخدمات و الوظائف و المقرة بالقانون 5% من الموظفين، و لكنها بغالبيتها تذهب لأصحاب الإعاقة الحركية و هم المسيطرين على النقابات و المؤسسات.
تطمح اسيل في تأسيس جمعية علمية و أكاديمية تتخص في تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و مساعدتهم على قهر الصعوبات و العقبات من أجل مستقبل أفضل لهم بحيث انهم يكونون مواطنين مثمرين و منتجين و ليساهمو في بناء وطنهم فلسطين.
و خلال الحديث مع اسيل، تم نقاش إمكانية كتابات مقالات جديدة داعمة لمكانة المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع الفلسطيني لكي توصل مجلة الشان الفلسطيني صوت من لا صوت له و لكي تكون المنبر الحر لكل مواطن فلسطيني يريد التعبير عن رأيه بحريه و باستقلالية