بقلم سماح عبد الهادي – نابلس، فلسطين
الكتابة واللغات طريقة راقية ومتقدمة للتواصل الإنساني وفي نفس الوقت تحتاج إلى حس عال لتتم ترجمتها وقد تفهم بشكل مختلف عن مقاصدها في كثير من الأحيان، لذلك فإن الكلام ومنطقه جانب متطور للحضارة الإنسانية والدليل على ذلك أن كافة طرائق التواصل سهلة الفهم سريعة المعنى واضحة المغزى باستثناء اللغة فهي تحمل أكثر من معنى وأكثر من وجه.
فالتواصل الحسي غالبا يكون مفهوما فاحتضان الناس لبعضهم عند اللقاء دليل على المودة والحب، والسلام باليد دليل على الترحيب، والإبتسامة المتدفقة العميقة دليل على السعادة والابتهاج للقاء الأشخاص أمامنا، ونظرات العيون والتي قد تفسر أحيانا على أوجه عدة لا تحمل الكثير من الأوجه مقارنة باللغة حتى وإن حدث خطأ في تفسيرها أو فهمت على غير محملها، فقد نفسر غرور الشخص من نظرة بشكل خاطىء بينما يكون سارحا وغارقا في همومه وأحزانه.
ولا ننسى الموسيقى فلا يمكن لاثنين أن يستمعا لموسيقى حزينة الا ويشعران بالشجن، أو إلى موسيقى صارخة فيصلهما حركتها أو إلى موسيقى متفائلة فيشعران بالتفاؤل، ذلك أن نغمات ومقامات الموسيقى تبث الشعور نفسه لجميع الناس.
بينما نجد اللغة والكتابة خاصة قادرة على التلون وقادرة على الوصول بأكثر من شعور للعديد من الأشخاص لأنها غير مرتبطة بصورة محددة فيمكن للإنسان أن يرسم ما يريد من الصور مع كل كلمة مكتوبة وكل مشهد موصوف، وأنا أخص الكتابة لأن الكلمة المنطوقة تمتزج بنبرة محدثها ليصلك شعوره بالضرورة حسب تلك النبرة إما حزنا أو فرحا أو غضبا أو فوزا الخ، أما الكلمة المكتوبة فتترجم كما يريد القارىء ويشعر خاصة في الكتابات الأدبية من روايات وقصص وشعر وأدب، فنجد أن الكتابة مضمون يحتاج عنوانا وعنوانه عند كل شخص حسب قراءته لهذا النص ووصوله لفكره أو شعوره أو كليهما معا.
لذلك فإن الكتابة تعد من الاكتشافات أو الاختراعات العظيمة التي نقلت البشرية شعوريا وفكريا من مكان الى مكان اخر وارتقت بالبشرية إلى مراتب أعلى وأفضل وأرقى.