أحياء القدس، من الشيخ جراح إلى بطن الهوى مسيرة تهجير.
تماضر طمبوره، مراسلة مجلة الشأن الفلسطيني – قطاع غزة.
في صيغة تماثلية تمثيلية تصدُر قرارات التهجير القسري من بلدات وأحياء القدس المحتلة، حيث تفتح محاكم الاحتلال أبوابها للبتِّ في قضيةٍ معلومة النتيجة مسبقًا بين مستوطنين أغراب جاءوا من بلاد وأوطانٍ معروفة يزعمون أن الأرض في القدس والمنازل تعود لأجدادهم الذين لم يسكنوها قط، وبين مواطنين فلسطينيين هم الأصل والفصل لأرضٍ يملكونها ويسكنوا فيها ولا مأوى لهم سواها.
فبحسب مزاعم جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية فإن ملكية المنازل في الحي تعود ليهود اليمن قبل عام 1948!
لكن هدف الاحتلال الحقيقي من تهجير المواطنين الفلسطينيين من بلدة سلوان هو تنفيذ مشاريع استيطانية، فتهجير أهالي حي بطن الهوى سيؤدي إلى تحويله إلى مستوطنة ضخمة تتصل مباشرة بمستوطنة رأس العامود شرقا وبالبؤر الاستيطانية في حي وادي حلوة غربا.
غدا سيصدر الاحتلال قراره النهائي بشأن هدم 13 منزلا في بلدة سلوان كان قد عمد إلى تأجيل قضيتهم لتعويمها وإلهاء الرأي العام عنها وفي الوقت ذاته يوهم العالم أنه يستمع الى طرفي النزاع ويحاول اعادة الحقوق لأهلها.
محاكم الاحتلال التي لم تقف يوما الى جانب المواطن الفلسطيني تبرهن يوما بعد يوم سياسة الأربارتهايد التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين، فهم يقفون إلى جانب المستوطن ويشعجونه على الارهاب والاعتداء لأنهم يؤمنون أن الفلسطيني ليس إلا حالة شاذة في أرض الميعاد (حسب زعمهم) يجب التخلص منه بالقتل أو السجن أو التهجير وتدمير البيوت.
وبالفعل نرى استفزازات المستوطنين في حي الشيخ جراح دون حسيب ولا رقيب وإن خرج أحد الفلسطينيين بكلمة ضد قرارا التهجير أسكتوه بالعصوات والقنابل الدخانية التي وصلت الى منازل المواطنين من الداخل، أو بمعنى آخر: يتم قمع الفلسطينيين حتى لو كانوا آمنين في بيوتهم، كما شهدنا سابقًا في حي الشيخ جراح.
فالمشهد ذاته يتكرر نسخًا ولصقًا في حي بطن الهوى ببلدة سلوان في القدس المحتلة، احتجاجات الأهالي يقابلها قمع شديد واستفزازات المستوطنين واعتداءاتهم على اهالي الحي لا تتوقف، يمارسون التطهير العرقي والتمييز العنصري بحق عشرات الأسر الفلسطينية المهددة بالتهجير يوميا ثم يزعمون أنهم ديمقراطيين وإنسانيين.
أما من رفع صوته ليدافع عن بيته وأهله وأرضه فالهلاك موعده والتهمة جاهزة، محاولة قتل جنودٍ أو مستوطنين وبعد التصفية يُلقون إلى جانبه السكين.
أي ظلمٍ يلحق بهؤلاء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يدافعون عن حقهم في الحياة على أرضهم وأرض أجدادهم؟
أي طاغوتٍ هذا، جلادٌ يعتبر نفسه ضحية ويروّج لذلك عبر إعلامه وإعلام أذنابه؟
ثم ماذا بعد؟!
ثم إن الفلسطيني المقدسي في سلوان والشيخ جراح يواجه خطر الطرد والحرمان من الأرض وحده، فالحالة الفلسطينية اليوم لا تعدو كونها مجموعة من الصراعات الداخلية والسباق نحو المحافظة على السلطة والحكم، فمن يأبه لبطن الهوى والشيخ جراح؟!
وختامًا، من كانت القدس همه لن يلهه عنها شيء، وأصحاب الحق في المدينة المقدسة يواجهون أحكام التهجير المسبقة الإقرار بالبديهة في محاكم الاحتلال ويحاولون الدفاع عن أنفسهم بكل طاقاتهم ولسان حالهم يقول: “أشكيك لمين ياللي ابوك القاضي”
تقرير جيد