بقلم نسرين خوالد
اجواء العيد في قطاع غزة، يبدا الناس بالتحضير للعيد، فعندما تدخل أسواق غزه تراها مكتظة ولا تستطيع المشي فيها من كثرة ازدحام الناس، وخاصة في اخر أسبوع من شهر رمضان المبارك، و ذلك لاستقبال عيد الفطر السعيد.
يريد الناس شراء ملابس، و حلوى، و فاكهه، و ومكسرات و غيرها، لكن للأسف هذه الصور لا تعكس الحقيقة المؤلمه التي يعيشها الناس في قطاع غزة. فان الاغلبية من الناس تدخل السوق لكي ترى إذا كان بوسعها شراء حاجاتها بما تمتلكه من المال وغالب الأحيان تعود إلى بيوتها دون قضاء احتياجاتهم.
أي الدخول إلى الأسواق للنظر وليس للشراء، لذلك ترا البضائع قد مر عليها اكثر من عيد. نتيجه الأوضاع الاقتصادية الصعبة نتيجة الحصار المفروض على القطاع من البر والبحر و السماء والحواجز المغلقة. والمساعدات التي لاتصل وعدم صرف الرواتب مما يؤدي إلى جوع وفقر وقله حيله.
الأوضاع الاقتصادية في القطاع في تراجع دائم منذ اكتر من ١٢ سنه. ترى الأمهات والآباء وأطفالهم يتجولوا في السوق والعيون تنظر إلى الملابس التي يمكن ان تشترى، والأم تقول في ذاتها هل يمكنني ان اشتري للجميع؟ فتدخل إلى جميع المحلات التجارية والبسطات لانها تريد ان تدخل الفرحة في قلب أطفالها الذين ينتظرون هذا اليوم، يوم العيد لكي يلبسوا الجديد؛ ولكن العين تنظر والقلب ينزف من الألم والحرقة على الأحوال. ما ذنب هؤلاء الأطفال من حرمانهم من فرحه العيد؟
أما الباعة والتجار فانهم ليسوا باحسن حال هم أيضا يشتكون من قله البيع، و تراكم البضائع وقله ربحهم. كذلك اصحاب البسطات فانهم لا يجنون تعبهم من الوقوف ساعات طويله تحت حرقه الشمس.
أما كعك العيد الحلوى الفاكهة والمكسرات التي هي ضيافة العيد وزينتها، فلها حكايه أخرى، لان العيد لا يمكن ان يمر دون شرائها، و لكن لقلة الحيلة والمال فانهم يشترون اقل القليل منها فقط لإكمال وإتمام معالم العيد.
نحن نعلم ان العيد هو مناسبة لخلق اجواء من الفرح والسعادة لكن ليس في فلسطين، وخصوصا في قطاع غزة، في القطاع و بعض الأماكن في الضفة الغربية و المخيمات الفلسطينية، قد لا يخلو بيت من رحيل شهيد أو اكثر: اب، ام، اخ، أخت، زوج، زوجه، ابن، بنت اخت و حتى الرضع. لذلك يستقبلون العيد و قلوبهم استعمرتها مشاعر الحزن على فراق أحبتهم من الشهداء، غصة في القلوب وهي تراقب العيد التي انتزعت منه فرحه العيد التي هي من عند الله وسنن الرسول صل الله عليه وسلم.
الاحتلال الاسرائيلي و حصاره حرمهم هذه الفرحه من خلال رصاصه القاتل أو قذيفة على بيت دمرته وأخفت معالم أهله. اما زياره الأرحام فتحولت إلى زياره القبور، وحلوى العيد تحولت إلى ورود من الرياحين لتزين وتنثر على قبور الشهداء الأبرياء الذين تركوا لأهلهم طريقا طويلا من الفراق الحرقه والألم وقلوب تنزف؛ فيا عيد باي حالا .عدت يا عيد